بنكيران يحذر من “ثورة” كادت تجرّ المغرب إلى ديكتاتورية عسكرية

هوية بريس – متابعات
حذر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران، اليوم السبت بالرباط، من التداعيات الخطيرة التي كادت أن تسفر عنها الاحتجاجات الأخيرة لما يُعرف بـ«جيل زد».
وشدد على أن المغرب كان على وشك الدخول في مرحلة فوضى عارمة لو غاب التعقل وضبط النفس، وهو ما كان سيقوده إلى «ديكتاتورية عسكرية» على حدّ قوله.
جاء ذلك خلال مداخلة ألقاها بنكيران في «الملتقى الوطني للقيادات النسائية الوطنية والجهوية»، حيث أشار إلى أن حالة من الغضب والضيق كانت تخيم على الشارع المغربي، دفعت الشباب إلى الاحتجاج.
وأضاف زعيم البيجيدي:
«لولا لطف الله، والتعقل ديال الدولة أولاً، ثم ديال الدراري اللي خرجوا الكبار فيهم على الأقل، راه كانت غادية تكون ثورة في المغرب».
السيناريو الأسوأ: تخريب وفوضى لا يعلم مداها إلا الله
استعرض بنكيران ما وصفه بالسيناريو الكارثي الذي كان يمكن أن يحدث في حال استمرار الاحتجاجات وتصاعد وتيرة العنف.
وأبرز أن البلاد كانت مهددة بـ«تخريب المؤسسات البنكية والأماكن التجارية ومقرات الدولة والبيوت»، وهو ما وصفه بـ«فوضى عارمة لا يعلم مداها إلا الله».
وأضاف متسائلاً: «شنو غادي نديرو فديك الحالة؟ نعاودو نزلوا الطنوكة بحال اللي وقع فالدار البيضاء ولا فاس؟ نبدأو نقتلوا في المئات ديال الناس؟»، في إشارة إلى أحداث دامية عرفها المغرب في فترات سابقة.
وعي الدولة والشباب جنب البلاد الانفجار
أكد بنكيران أن المغرب تجاوز مرحلة الخطر بفضل وعي الدولة وحكمة الشباب الذين اختاروا التراجع في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن “لطف الله” والتعقل كانا وراء تجنيب البلاد المجهول، قائلاً بعبارته الشعبية:
«الحمد لله، الكاميلة سخنات ولكن ما تحرقتش».
وأوضح أن المغاربة باتوا أكثر إدراكاً لأهمية الحفاظ على استقرار البلاد ومؤسساتها، بعدما “عرفوا شنو كاين، وبلادنا علاش مبنية”، حسب تعبيره.
الثوابت الدينية والوطنية خطوط حمراء
وجّه بنكيران تحذيراً شديد اللهجة من مغبة التخلي عن ثوابت الأمة المغربية، مؤكداً أن التنازل عن الدين أو الوحدة الوطنية أو النظام الملكي هو بمثابة نهاية البلاد.
وقال بالحرف: «إلى سمحنا فالدين ديالنا ولا فالوحدة الوطنية ديالنا ولا فالملكية ديالنا ولا فالملك ديالنا، نقولها لكم ما غتبقاوش موجودين».
وأوضح أن البدائل المحتملة في حال انهيار هذه الثوابت ستكون كارثية، متسائلاً: «الله أعلم ديك الساعات أش غاتكونوا، واش ديكتاتورية عسكرية ولا ديكتاتورية حزبية ولا غاتكونوا مشتتين؟».
التمسك بـ”الثوابت” ضمانة للاستقرار والتماسك
ختم بنكيران مداخلته بالتأكيد على أن النظام الملكي والهوية الإسلامية والوحدة الوطنية تمثل الأسس الصلبة لاستقرار المغرب، داعياً إلى تعزيز الثقة في هذه المقومات التي تشكل صمام الأمان في وجه الفتن والانقسامات.



