بنكيران يقدم “قراءة في حكم المحكمة حول الإساءة إلى الذات الإلهية”

04 سبتمبر 2025 16:14

هوية بريس – متابعة

قدم الدكتور رشيد بنكيران “قراءة في حكم المحكمة حول الإساءة إلى الذات الإلهية“، حيث كتب “إن الحكم الذي صدر عن المحكمة الابتدائية بالرباط في حق من أساءت إلى الذات الإلهية (سنتين ونصف حبسا وغرامة 50 ألف درهم)، يؤكد اتفاق القضاء الوضعي مع المبدأ الأصيل في تجريم سلوك سب الله عز وجل، باعتباره مساسا بحق الله تعالى الذي لا يجوز التطاول عليه بأي حال”، مردفا “ومن ثم فإن واجب الدولة أن تصون هذا الحق باعتباره أصل مشروعيتها التاريخية والدستورية إن كانت فعلا تعتقد أنها دولة إسلامية، وأن تعاقب كل من سولت له نفسه أن يقتحم حمى الله جل جلاله بالسب أو الاستهزاء”.

وأضاف أستاذ الفقه وأصوله في منشور له على فيسبوك “صحيح أن طبيعة العقوبة التي قضت بها المحكمة تختلف عن العقوبة الشرعية التي هي عين العدل وروحه، والتي يطالب كل مسلم صادق آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ونبيا في هذا البلد الحبيب، إلا أن الجوهر المتفق عليه هو أن هذا الفعل آثم ومجرَّم، وأنه لا يمكن بحال إدخاله في دائرة حرية التعبير. بل إن حرية التعبير المسؤولة بريئة من هذا السلوك الكفري المشين”.

وتابع بنكيران “وبناء عليه، فإن الواجب يقتضي أن تنخرط مؤسسات التعليم والتربية في إنتاج مواد علمية وتربوية رصينة تحذر الناشئة من خطورة هذا السلوك، كما أن المؤسسات الحقوقية والثقافية مطالَبة بأن تنسجم مع الموقف الأخلاقي والشرعي في تجريم سب الذات الإلهية والاستهزاء بالمقدسات الدينية، حتى يبقى المجتمع محصنا من كل مظاهر الاستهزاء بالدين والتطاول على الله عز وجل وحرماته”.

إن حماية جناب الله تعالى في كل صورها من أي إساءة، حسب بنكيران “ليست مجرد قضية قانونية أو قضائية، بل هي قضية إيمانية وأخلاقية وحضارية، تقتضي أن تتضافر فيها جهود الجميع؛ جميع المغاربة المسلمين، حتى يظل المجتمع مصونا من مظاهر الانحلال والاستهزاء بالدين. ومتماسكا بين مكوناته ومبتعدا كذلك عن أسباب الفتنة التي يمكن ان تعصف بالمجتمع نحو التحارب والتقاطب الهدام، ودعوى أن الله لا يحتاج منا ان ندافع عنه لأنه غني عنا وعن العالمين من أكبر المغالطات التي يمكن وصفها باختصار غير مخل: حق أريد به باطل؛ فحينما نحن نجرم سلوك السب الذات الإلهية والاستهزاء بحرمات الله فنحن في الحقيقة نحمي كينونتنا ووجودنا وإيماننا وأن نكون أو لا نكون في هذا البلد”.

وكانت المحكمة الابتدائية بالرباط، أمس الأربعاء، أصدرت حكمها في قضية الناشطة ابتسام لشكر، بعد تورطها في ارتداء قميص يحمل عبارات مسيئة للذات الإلهية، حيث قضت بسجنها سنتين ونصف حبسا نافذا، مع أداء غرامة مالية قدرها 50 ألف درهم.

وخلال جلسة المحاكمة، التمس دفاعها تمتيعها بالسراح المؤقت نظرا لوضعها الصحي، غير أن المحكمة رفضت الطلب، لتؤكد مواصلة تنفيذ العقوبة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة