بنكيران يكتب: سياستك فاشلة
هوية بريس – د.رشيد بن كيران
◆ هذا العدد الكبير من الشباب والمراهقين -وما خفي منهم أعظم بكثير- الذين قرروا أن يقامروا بأنفسهم ويلتجئوا إلى ما أصبح يعرف بـ”الحريك” يسائل تدابير الدولة بجميع مؤسساتها ويقول لها: إن سياستك فاشلة.
بدهي أن تكون الظروف الاجتماعية والنفسية لهؤلاء المغامرين والمقامرين بأنفسهم مختلفة، ومنهم لا يزال قاصرا في نظر القانون، أي أن مكانه الطبيعي الذي يفترض أن يفكر فيه هو التعليم وليس سوق العمل، لكن كلهم جميعا اتفقوا وعبروا بلسان الحال والمقال معا أنه:
لا يوجد في وطننا ما يشدنا إليه ونخاف عليه من فقدانه إن هجرانه، ويمنعنا هذا الخوف من ألا نرمي أنفسنا في قارب المجهول… القارب المجهول رغم صغره وغموض طريقه أوسع لنا من هذا الوطن، والحلم به وفيه أحلى من الحلم في هذا الوطن.
• لم يمنع هؤلاء الشباب والمراهقين من القيام بما قاموا به وجودُ مهرجان موازين؛ (الغنا والشطيح والرديح والمسخ) الذي ينفق عليه من المال المغربي…!!
• ولم يمنع هؤلاء الشباب والمراهقين… مستوى المنتخب الوطني في كرة القدم والبذخ في تخصيص ميزانية مالية له خيالية لا تناسب الدخل البئيس للفرد المغربي…!!
• ولم يوقف الشباب والمراهقين التوجهُ الحكومي نحو الحريات الزنقاوية ووعودها بتقريب المتعة الجنسية…!!!
• ولم يوقف هؤلاء الشباب والمراهقين الوعود بالحياة الطيبة الهلامية…!!
• ولم يوقف هؤلاء الشباب والمراهقين من القيام بما قاموا به دوزيم بأفلامها الإغوائية ونشر التفاهة بكل المقاييس..!!!
وغير ذلك من التدابير والخطط….
◆ كل ما ذكر وما لم يذكر لم يمنع هؤلاء الشباب والمراهقين ولم يوقفهم…! أتدرون لماذا؟
لأن تلك الخطط أو المخدرات – عفوا – الحلول المقدمة لا تغير من حقيقة المعيش لحياتهم اليومية؛
• انظروا إلى الغلاء الفاحش في كل شيء… وكيف أثقل كاهل أبويهم وأسرهم… الخيرات في البلد موجودة لكنها في حكم المفقودة.. غلاء الأسعار لم يترك لها استقرار…
• انظروا إلى ظروف التعليم العمومي البائسة…، ورغم بؤسها هناك من يخطط لتصفيتها من الوجود، وحرمان الطبقة المتوسطة وما دونها من التعليم بالمجان، أحد المسؤولين سمعته مرة يقول: جاء الوقت لكي ترفع الدولة يدها عن التعليم…
• انظروا إلى وضع القطاع الصحي العمومي ، وكيف تتجه السياسة نحو خوصصته بطريقة غير مباشرة…
◆ نحن اليوم في بداية مرحلة مفصلية إما… وإما…، ونحتاج -إذا كنا نحب هذا الوطن صدقا- إلى حلول حقيقية، لو كنا في بلد يحترم المسؤولون فيه المواطنين، لكان من المفروض أن يتشكل فريق وزراي من أعلا مستوى (رئيس الوزراء و فريقه الوزاري) ويهرول إلى عين المكان…
وليعلم الجميع، أن المقاربة الأمنية ليست هي الحل، وما قامت به الجهة الأمنية من جهد وعمل في إيقاف هؤلاء الشباب والمراهقين مشكورة عليه، لا تردد في ذلك، لكن المقاربة الأمنية ليست هي الحل ولن تكون، لأن من قرر أن يغامر ويقامر بنفسه ويرميها إلى المجهول لن تردعه عقوبات جزرية…
◆ الذي يوقف هؤلاء الشباب والمراهقين -ومن خفي منهم أعظم- أمران، وهما:
– تغيير عقولهم؛ بمقاربة تعليمية وتربوية حقيقية وليس بمهرجان موازين وما شابه.
– تغيير واقعهم؛ بمقاربة تسعى إلى رفع المستوى المعيش اليومي لديهم حقيقة وليس كلاما.
◆ يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ“.
قلت: آمين، آمين آمين يا رب العالمين.