بنكيران يكتب: مشكلتنا مع العلمانيين

07 ديسمبر 2024 18:25

هوية بريس – د.رشيد بن كيران

◆ سألني أحد العلمانيين قائلا:

“يا مسلمون، ما هي مشكلتكم معنا؟ نحن نعيش في وطن واحد، فما الذي يزعجكم من العلمانيين؟”.

◆ أجبته قائلا:

مشكلتنا ليست مع العلمانيين كأفراد أو كمعتقد فكري، بل مع محاولاتهم المستمرة لفرض رؤيتهم علينا وعلى مجتمعنا.

♦ اسمح لي أن أشرح لك بعض النقاط:

1. فرض العلمنة على المجتمع:

مشكلتنا مع العلمانيين هي في السعي لعلمنة المجتمع قسرا، دون مراعاة القيم الإسلامية التي يؤمن بها غالبية الناس في هذا الوطن.

2. شرح الإسلام للمسلمين:

مشكلتنا ليست مع اجتهادكم في الفكر، بل مع ادعاء البعض منكم أنه يفهم الإسلام أكثر من أهله يرفض تفسيره باستعلاء. هذا التدخل في تفسير ديننا يخلق تشويها بدلا من التفاهم، ولن يقبله أي مسلم حقيقي.

3. اعتبار العلمنة الأصل وغيرهم الدخيل:

مشكلتنا في النظرة التي تصور الإسلام وكأنه غريب أو دخيل على مجتمعنا ووطننا، بينما هو جزء أصيل من تاريخنا وهويتنا.

4. الاجتهاد وفق أهواء العلمنة:

لا نعارض الاجتهاد والتجديد في الدين بضوابطه، لكن نرفض أن يكون الاجتهاد موجها لخدمة أفكار مسبقة، تتفق فقط مع رؤية علمانية للحياة أو للحقوق المسمى حقوقا كونية وليس لها من الكون سوى استبداد الغرب وغطرسته على العالم.

5. فرض الذوق العلماني في الحياة العامة:

مشكلتنا مع العلمانيين تكمن في محاولتهم لفرض نمط حياة معين على الجميع، وكأن هناك ذوقا واحدا يُلزم به كل أفراد المجتمع، دون احترام للقيم الإسلامية.

نحن نطالب بحرية أن نكون مسلمين كما يريد ديننا وربنا، لا كما يراه الآخرون أو يضعون له حدودا جديدة.

6. قطع الصلة بالجذور التاريخية:

مشكلتنا مع العلمانيين في محاولاتهم تجاهل أو بتر الجذور الثقافية والدينية التي شكلت حضارتنا، وكأن التقدم يتطلب قطع الصلة بالماضي.

بل، ونرفض اختزال مفهوم التقدم في مظاهر الانفلات الأخلاقي أو الإباحية كما هو تصور العلمانيين. التقدم الحقيقي هو بناء الإنسان علميا وأخلاقيا، وليس مجرد استيراد مظاهر سطحية أو الانغماس في الشهوانية.

7. استدعاء الثقافة الغربية وفرضها علينا:

نؤمن بأن الانفتاح على الثقافات الأخرى أمر إيجابي، لكننا نرفض استيراد ثقافة غريبة وفرضها قسرا، وكأنها هي المعيار الوحيد للتحضر.

مشكلتنا مع العلمانيين أنهم حينما يدعوننا إلى قبول قانون وضعي من صنع البشر أيا كان والتحاكم إليه فهي دعوة صريحة إلى الخروج من الإسلام.

ديننا ليس معان في القلب وعقائد في الضمير وسلوك فردي فقط، بل كذلك حركة مؤطرة للفرد والمجتمع والدولة وفق شرع الله الذي له الخلق والأمر.

♦ فهذه بعض مشكلاتنا مع العلمانيين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M