بنكيران ينتقد عبارة “أنا عبد مأمور” لتبرير التملص من المسؤولية

هوية بريس – متابعة

تعليقا على عبارة “أنا عبد مأمور“، كتب الدكتور رشيد بن كيران “عبارة طالما تردد لتبرير التملص من المسؤولية، وكأن قائلها يلقي بكل اللوم على من فوقه، متذرعا بأنه مجرد منفذ للأوامر، لا رأي له ولا حيلة، ولا يسأل عن نتائج ما فعل”، مردفا “وهكذا يصور نفسه كآلة تتحرك بأوامر غيره، مهما كانت تلك الأوامر ظالمة أو جائرة، ما دامت صادرة عن الرؤساء”.

وأضاف أستاذ الفقه وأصوله في منشور له على فيسبوك “لكن هذه الذريعة تسقطها أدلة الشرع الكثيرة، ومنها قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ﴾، وقوله تعالى: ﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَة وِزۡرَ أُخۡرَىٰ 38 وَأَن لَّیۡسَ لِلۡإِنسَـٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ 39﴾،
وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا طاعة لمخلوق في معصية الله عز وجل” [رواه أحمد]”.

وتابع بن كيرن “ومن الشواهد التاريخية المعبرة ما نقل في كتب التراجم، أنه جاء أحد السجانين إلى الإمام أحمد بن حنبل وهو في محنة القول بخلق القرآن، يستفسره في وضعه بين يدي الله، واصفا حاله أنه لا يضرب ولا يجلد إنما فقط يحرس السجناء، فهل هو من أعوان الظلمة؟

فأجابه الإمام أحمد أن من يفتح باب السجن، ويقفله على السجناء، ليس فقط من أعوان الظلمة؟ بل من الظلمة أنفسهم!!!”.

ثم أوضح بن كيران “فانظر كيف أدرك هذا السجان أن مجرد خدمته لجهاز ظالم وإن كانت ظاهرا مباحة قد تلحقه بأعوان الظلمة، فجاء يسأل متوجسا، باحثا عن خلاص نفسه وحجة يقدمها بين يدي الله، يوم يكلمه سبحانه وتعالى وليس بينه وبين الله ترجمان، بينما كثيرون اليوم يرددون عبارة “عبد مأمور“، دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو التبعة!!!”.

واستدرك الفقيه المغربي في نفس منشوره “بل إن الإمام أحمد جعل السجان نفسه من الظلمة، لأنه باشر حبس المظلوم، ولو دون تعذيب، فهي مشاركة صريحة في الظلم. أما أعوان الظلمة فهم من هم دون ذلك رتبة، كمن يجهز طعامهم، أو يخيط ثيابهم، أو يحمل رسائلهم”.

ثم تساءل بن كيران “فأين مقام “عبد مأمور” من هذا الوعي النقي والإيمان المتيقظ؟”، مردفا “إنها حيلة العاجز المتواطئ، لا عذر الصادق المتورع”. وموضحا “شتان بين من يستشعر خطورة موطئ قدمه، فيسأل ويتراجع ويتوب، وبين من يختبئ خلف التعليمات، ظانا أن الطاعة تمحو الأثر وتلغي الوزر !!!؟

وساق في ذيل منشوره وسم #غزة_تموت_تجويعا.