بنك الملابس والأحذية يوزع البسمة والدفء بالمغرب
هوية بريس – وكالات
في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان مدينة العيون سيدي ملوك (شرقي المغرب)، أخذت مجموعة من الشباب على عاتقها مبادرة للتخفيف من معاناة الفقراء في المدينة، فكانت فكرة بنك الملابس والأحذية.
اختار هؤلاء الشباب أن يجمعوا الملابس والأحذية المستعملة لإعادة تجهيزها، قبل توزيعها على فقراء المدينة التي تعيش ظروفا اقتصادية قاسية.
هذه الظروف نتجت عن إغلاق السلطات المغربية الحدود أمام عمليات التهريب التي كانت تشكل مصدر رزق لسكان المدينة، كما فرضت إجراءات أمنية مشددة على جانبي الحدود مع الجزائر.
بدأ أسس ياسين أزيرار وشباب من مدينته جمعية “سنابل الخير”، وتقدموا بطلب للحصول على الترخيص من سلطات المدينة، وتم توجيههم إلى المحافظ.
وبعد عدة أيام حصل الشبان المبادرون على رخصة لمشروعهم، وشرعوا مباشرة في صنع حاويات حديدية لجمع الملابس والأحذية من سكان المدينة.
جمع الملابس
بالتوازي مع عملية جمع الملابس في الحاويات المخصصة لذلك، انطلق البحث عن متطوعين من أبناء المدينة للمساعدة في تأسيس المشروع الذي أطلق عليه “بنك الملابس والأحذية”.
وهؤلاء تقع على عاتقهم مسؤولية فرز الملابس والأحذية وتصنيفها وإعادة ترتيبها، قبل توزيعها على فقراء المدينة.
ويحرص الفريق المتطوع على أن تكون الملابس المُتبرع بها وفق الجودة المطلوبة، كما يسعى المبادرون إلى توفير آلة لغسل الملابس وكيّها قبل التوزيع.
وبعد أيام قليلة من انطلاق المشروع، تلقى الفريق التطوعي تبرعات عديدة من السكان المحليين، بمختلف فئاتهم الاجتماعية، وتمكنوا من جمع كمية كبيرة من الملابس والأحذية.
هذه الملابس يجري تخزينها في مستودع أُعد لهذا الغرض، وهم الآن في انتظار أن تتوفر كمية أكبر لإعادة توزيعها على الفقراء والمحتاجين.
تجاوب السكان
وإضافة إلى تجاوب السكان مع الفكرة، أكد الشبان المشرفون على هذه المبادرة أنهم تلقوا اتصالات كثيرة من فئات مختلفة من سكان المدينة يرغبون في المساهمة والانخراط في العمل معهم.
وقال بدر التوري (شاب متطوع) إن مبادرات من هذا النوع تعرف نجاحا وإقبالا في الدول الأوروبية، وهو ما دفعهم إلى استنساخها محليا.
ونادرا ما تُنظم مبادرات مشابهة في المدن المغربية، إذ تكتفي بعض الجمعيات الشبيهة بجمع التبرعات والمساعدات الغذائية وتوزيعها مباشرة على الفقراء، خاصة في فصل الشتاء الذي يشهد انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة.
وكما لاقت الفكرة قبولا من أبناء مدينة العيون سيدي ملوك، فإن مواطنين من باقي المدن تواصلوا مع ياسين ورفاقه، لاستنساخ الفكرة بمساعدة جمعية “سنابل الخير” لتستفيد شريحة أكبر من المحتاجين.
ويرى الشبان المبادرون أن فكرة البنك الجديد تمثل التحدي القادم أمامهم، مؤكدين أنها ستنطلق بعد عدة أشهر من بدء الموسم الدراسي المقبل، وفقا للأناضول.