بن عبد السلام*: القضايا الخلافية تحتاج إلى نقاش وطني واسع

حاوره: مصطفى الحسناوي

رابع ضيوفنا في سلسلة الحوارات المتعلقة بالخصوصية والقيم الغربية، هو الأستاذ عبد الإله بن عبد السلام، والذي طرحنا عليه السؤال التالي:

في ظل هذا الصراع حول القيم والقوانين والمفاهيم الكونية، أليس الأجدى والأفضل إخضاعها لنقاش وطني، ثم في رأيكم من له الأهلية لتحديد ما يصلح وما لا يصلح للمغاربة؟

أعتقد أن القضايا الخلافية بين المكونات المجتمعية المغربية تحتاج بالفعل إلى نقاش وطني واسع ليقاربها كل واحد انطلاقا من خلفياته الفكرية والسياسية والعقائدية والثقافية وغيرها، وذلك بأفق البحث في القواعد الأساسية للعيش المشترك بين كافة تلك المكونات، لأن غير ذلك سيديم الاستبداد باسم أديولوجية معينة أو عقيدة معينة، وسيعمق عناصر التباعد بين أبناء الوطن الواحد، كل بمبرراته التي يؤسس عليها مشروعه المجتمعي اللاديمقراطي مادام يعتبر نفسه الحقيقة المطلقة في كل ما يقوم لصالح هذا الوطن وللشعب الذي يحيا فوق أرض هذا الوطن.

إذن انطلاقا من كل ما سبق فإنني أرى أن آليات تنظيم النقاش الوطني بما فيه العمومي حول القيم والقوانين والمفاهيم الكونية لحقوق الإنسان، يمكن أن نجد لها فضاءات متعددة على مستويات عدة أذكر منها مجالات الإعلام والجامعة والفضاءات الحزبية والنقابية والجمعوية، ولكن المشكل الأساس أن بناء النقاش/الحوار لابد له من الاعتماد على أساسات تضمن وتصون استمراره، وتجعله قناعة جماعية لدى كافة الفاعلين المجتمعيين بما فيهم الجهات الرسمية.

وتبقى الأساسات التي يقوم عليها هذا الحوار/النقاش تتمثل فيما يلي:

1- الإيمان الحقيقي بأننا أبناء هذا الوطن جميعا، وأن العيش المشترك هو حق لجميع المواطنات والمواطنين بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو جنسهم أو انتمائهم السياسي أو موقعهم الاجتماعي.. قاسمهم المشترك هو ضمان الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين النساء والرجال وسيادة دولة الحق والقانون.

2- نبذ كل أشكال العنف أيا كان مصدرها، وأيا كان اللون الذي تتدثر به، وأن كل أشكال الاختلاف يجب أن تعتمد القواعد الديمقراطية، والتي تضمن حقوق الجميع بما في ذلك الأقليات.

3- الاحتكام في جميع مراحل التوتر إلى التعبير السلمي لحل الخلافات والبحث عن ما يجعل الوطن يتسع للجميع.

4- الاحترام المتبادل بين جميع المكونات المجتمعية بالابتعاد خلال تنظيم أي نقاش أو حوار عن التجريح والازدراء ونفي الآخر والاحتكام إلى التواضع والتسامح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

ذ. عبد الإله بن عبد السلام نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان