بوح.. حول من هاجموا ابتهال أبو السعد

09 أبريل 2025 23:39

هوية بريس – جهاد حَجَّاب

بوح..

حين بدأت الهجمة الكارثية على ابتهال من بعض المدعين للفضيلة والدين [ودين الإسلام العظيم منهم براء]، أصابني قلق شديد، وحرض ذلك في داخلي ذكرياتٍ أليمة جدا لم أشعر بها إلا في حادثة ارتقاء جمال بن سماعين -رحمه الله- حرقا وظلما وعدوانا بسبب إشاعات كاذبة وتشويه ممنهج تأججه عنصرية مقيتة ونعرات جاهلية.

بالنسبة للقتَلة وفي تصورهم كان دافعهم “نبيلا”،، لأنهم كانوا مؤمنين أن هذا الشاب يكره عرقهم، وأنه يهدد منطقتهم ومعتقداتهم والمتسبب في مآسيهم.. بدأ الأمر بإشاعة صدقها الكثيرون دون تحرٍي أو تبيُّن والنتيجة كانت قتله بأبشع الطرق التي ستبقى وصمة ألم في تاريخ الجزائر.

جمال بن سماعين ذهب لينقذ ذات الناس الذين قتلوه!

بعد ارتقائه بساعات.. خرجت كل التوثيقات التي تثبت براءته، بل أظهرت رقيه وجمال روحه وحبه للطبيعة وتعلقه بكل ما هو إنساني ورحمته حتى بالحيوان! ثم بكاه وطنه بعد فوات الأوان!

حين بدأ الهجوم على ابتهال أبو السعد وتضاعف تدريجيا، لم أحتمل إطلاقا، خاصة حين رأيت مقاطع كثيرة تنتشر كالنار في الهشيم تتهمها بالعُهر والفجر، والتعليقات تتكالب عليها وتقذفها في شرفها وعفتها وعرضها بلا رحمة!

ابتهال التي وقفت لأجل أن تقول كلمة حق في وجه سلطان جائر وواحدة من أضخم إمبراطوريات التكنولوجيا المسؤولة عن تمويل الإبادة.. وقفت وحدها لا تبتغي بذلك إلا رضى الله أولا ونصرة غزة ولو بموقف هو في نظرها لا شيء أمام ما بذلته غزة تجاه العالم! وهذامما صرّحت به في لقائها مع الداعية الشيخ عمر سليمان اليوم.

بعد وقفتها هذه.. تفرغ هؤلاء القاعدون للطعن واللعن والإيذاء، وطالبوا بإسقاطها دفاعا عن “العقيدة والتوحيد” لأنها -حسبهم- “تهدد الأجيال والنساء المسلمات”!!

لا يتعلم البشر الدرس أبدا.. لا يربيهم التاريخ، ولا المواقف ولا حقيقة أنهم هم أنفسهم مذنبون خطاؤون عصاة.. وليس فينا من ليس به نقص، أو لا يذنب ويعصي!

ابتهال لو وقعت في أيدي هؤلاء.. لن يكون مستبعدا أن يقيموا عليها حدا من حدود الشيطان!

لكن الله سبحانه وتعالى أرحم بها وألطف.. ومع مرور الأيام برّأها الله من إفك الفاسقين والظالمين.

ابتهال لم يكف أنها تتعرض لهجمات من الصهاينة أنفسهم في حملات تشويه عبرية.. حتى يلتحق بهم المتصهينون العرب بمسحة دينية موهومة! ويلبّس عليهم إبليس فيسيئون ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.

ما وقع مع ابتهال من إفكٍ عظيم هو درس جديد لنا جميعا حتى نتعلم ألا نركب موجات القذف والتجريح مهما كان الشخص مسيئا.

وأن الواجب علينا شرعا هو التحري والتبين، ثم.. الدفاع عن المظلوم بأشرس طريقة ممكنة ممن بتكالبون عليه.

حفظ الله ابتهالا وصانها وثبتها على الحق ورقع بها رايته.

ورحم الله جمالا وعفا عنه وغفر له وأسكنه الجنة.

والحمد لله الذي بتدبيره العظيم برّأ ابتهالا اليوم كما برّأ جمالا بالأمس، وعرّف الناس حقيقتهما الطيبة ومعدنهما النقي للعالم. وجعلهما نموذجا يُحتذى به في مدارج الخير والعطاء.

رغم أن جمال دفع حياته ثمنا لإفك الناس.. لكن الله أرحم به من كل العالم، ووحده الله الذي سينصره يوم القيامة على كل من ظلمه.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق


حالة الطقس
12°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة