بوريطة عبر جريدة “الشرق الأوسط”: اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء “يقربنا من الحل”
هوية بريس-متابعة
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن القرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء أعطى “دفعة كبيرة نحو حل سياسي وواقعي ودائم للملف، يقوم على الالتزام في إطار الحكم الذاتي” الذي اقترحه المغرب.
وقدم بوريطة تفاصيل حول نظرة المغرب للملف، في ظل التطورات الأخيرة، حيث نشر مقال رأي في عدد من المنابر العالمية، كمجلة “جون أفريك” وصحيفة “الشرق الأوسط” و “El mundo” الإسبانية، حمل عنوان: ” القرار الأميركي ومغربية الصحراء… المفاجأة والحل”، حيث أكد فيه أن “قياس أهمية هذا القرار مرتبط أساساً بالفرص التي يمنحها لإيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده، وذلك من أجل تحقيق استقرار وأمن دائمين في منطقة استراتيجية لها انعكاسات تمتد من جنوب أوروبا إلى وسط أفريقيا”.
ويرى رئيس الدبلوماسية المغربية أن ثقل القرار الأمريكي نابع من “مكانة الدولة الموقّعة عليه”، كونها “قوة عظمى، وعضواً دائماً بمجلس الأمن”، ثم “حليفا كبيرا للمملكة المغربية”، والذي تطوَرت علاقاته الاستراتيجية معه على مدى العقدين الماضيين من حكم الملك محمد السادس، علاوة على أنَ “هذه العلاقات المتجذرة تاريخياً والمتطلعة إلى المستقبل، جرت تقويتها مع مختلف الإدارات الأميركية المتعاقبة”، وفق تعبير بوريطة.
ولم يفوت الوزير المغربي الفرصة للتنديد بقرار جبهة البوليساريو خرق وقف إطلاق النار و”القيام بتحرُّشات واستفزازات لا قيمة لها”، حتى قبل صدور القرار الأمريكي، مبرزا أن النزاع في الصحراء تتجاذبه “رؤيتان متعارضتان”. فالمغرب، يوضح بوريطة، عازم على مواصلة تطوير الأقاليم الجنوبية من خلال ضخ استثمارات وإنجاز مشاريع في إطار رؤية حقيقية تتمثل في “عدم ترك سكان المنطقة رهينة لعملية سياسية يطبعها الجمود”، فيما الأطراف الأخرى “تفضل الوضع الراهن”، حيث “تجد لنفسها مصلحة في هذا الوضع المتقهقر الذي توظفه لإعاقة الاندماج الاقتصادي الإقليمي، وتهديد الأمن في منطقة ما فتئت تواجه تحديات حقيقية في استتباب الاستقرار، من دون الاكتراث بالآثار الإنسانية المترتبة عن ذلك”.
وخلص وزير الخارجية إلى أن الرؤية المغربية للملف تروم الانتقال إلى “منطق الدولة التي تخوّل لسكان الصحراء المغربية إطاراً لممارسة حكم ذاتي تحت السيادة الوطنية، لتدبير شؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر هيئات تشريعية وتنفيذية وقضائية خاصة بالمنطقة”، مبرزا أن المسلسل السياسي “ليس غاية في حد ذاته”، مشيرا إلى أن معارضي مبادرة الحكم الذاتي “لا يفعلون شيئاً غير إذكاء وضعية الجمود وانسداد الأفق، ويعرقلون في الواقع، التوصل إلى حل”، على حد قول بوريطة.