أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة،أمس الأحد 11 نوبنر بباريس، أن مشاركة المملكة في منتدى السلام، تستجيب للرؤية الطليعية للملك محمد السادس، بخصوص التحديات العالمية الرئيسية للسلام والأمن الدولي.
وأضح بوريطة في تصريح للصحافة، أن المغرب يشارك في هذا المنتدى انطلاقا من وضعه الطليعي، بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بشأن التحديات الرئيسية العالمية التي تطرح أمام السلام والأمن الدولي، سواء تعلق الأمر بالتغيرات المناخية، أو التصدي للإرهاب، أو قضية الهجرة التي تعد اليوم قضايا مهيكلة للنقاش العالمي.
وأضاف أنه فيما يتعلق بهذه التحديات، فإن المغرب لا ينهج فقط سياسة واضحة بخصوص هذه التحديات، بل يعمل ايضا بشكل نشيط على الصعيد الدولي، من خلال المساهمة في اعداد توافقات، عبر احتضان مؤتمرات هامة مثل مؤتمر (كوب 22) سنة 2016، وقمة مراكش في شهر دجنبر، أو رئاسته للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب منذ ثلاث سنوات.
وقال بوريطة إن المغرب شارك في هذا المنتدى، وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي رؤية تتميز بالجمع بشكل مباشر بين الاستقرار من جهة، والتنمية من جهة ثانية، وكل ذلك في إطار التزام وطني، اقليمي ودولي.
وأكد أيضا أن مشاركة المغرب في هذا المنتدى “طبيعية تماما، وذلك بالنظر إلى الالتزام القوي للمغرب بخصوص مبادرات السلام والأمن الدولي”.
وأشار إلى أن المغرب شارك منذ انشاء الأمم المتحدة بأزيد من 60 الف جندي في عمليات حفظ السلم ضمن 17 عملية في مختلف مناطق العالم، ولديه حاليا نحو 2000 جندي في مسرح العمليات تحت إشراف الأمم المتحدة، من أجل الحفاظ على السلم والأمن، وإنقاذ الأرواح البشرية، والمساهمة في المصالحة بعدد من البلدان بإفريقيا.
وشدد بوريطة من ناحية أخرى، على أن المغرب، شارك في هذا المنتدى حاملا انشغالات البلدان الإفريقية، والمتوسطية، والبلدان النامية بشكل عام من اجل اسماع صوتها”.
وأضاف أن المغرب شارك في هذا المنتدى من أجل ألا تتم النقاشات حول إغناء والحفاظ على عالم متعدد الأطراف، كما هو الشأن في الماضي، من قبل حفنة من الدول. حتى تكون هذه النقاشات شاملة، مع مشاركة فاعلة لكافة الفاعلين من أجل إسماع صوت البلدان النامية، والبلدان الإفريقية، وحتى يكون لإفريقيا وزن في نقاشات اليوم التي ستحدد عالم الغد “.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن “إفريقيا ربما كانت غائبة خلال تشكيل النظام متعدد الأطراف في شكله الحالي. لكن يتعين على هذه القارة اليوم المساهمة بشكل فاعل من اجل اثراء هذا النقاش، وبالتالي اخذ مصالحها بعين الاعتبار في أي هندسة دولية مستقبلية”.
وقال بوريطة إن هذا المنتدى يكتسي أهمية بالغة، لانه ينعقد على هامش احتفال هام بمائوية هدنة الحرب العالمية الأولى، مؤكدا أن هذا التزامن ليس نتاج صدفة، ذلك أنه يتعين على العالم المعاصر استنباط الدروس مما حصل قبل مائة سنة، وتقييم المسار الذي قطعه المجتمع الدولي منذ هذه الحروب الطاحنة.
وأضاف بالتأكيد أن المجتمع الدولي راكم مكتسبات عقب هذه الحروب الطاحنة، وبشكل اساسي على مستوى العمل متعدد الأطراف، لكن من الأهمية بمكان عدم هدرها. ومن هنا تبدو اهمية مثل هذا المنتدى من أجل مناقشة مشاكل السلم والأمن، والتحديدات المطروحة امام النظام متعدد الأطراف في عالم اليوم.
من ناحية اخرى وعلى هامش المنتدى، قدم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مؤلف الأستاذ عبد الهادي التازي، (رحلة ابن بطوطة) المكون من خمسة مجلدات ،كهبة لمكتبة المنتدى من أجل اغناء قاعدة وثائقها.
وتوخى منتدى باريس حول السلام، الذي نظم في اطار مائوية هدنة الحرب العالمية الأولى، والذي افتتحه الرئيس اميانويل ماكرون، بحضور المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، والأمين العام للأمم المتحدة، اونطونيو غوتيريش، التاكيد على اهمية عالم متعدد الأطراف، والعمل الجماعي من أجل بناء مستقبل البشرية في اطار من السلم. و.م.ع