بوريطة يُدلي بـ”تصريحات حازمة وقوية” حول الصحراء المغربية
هوية بريس – متابعات
اعتبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء 09 نونبر، بمجلس المستشارين، خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء، رسالة قوية موجهة للجميع، من أجل رفع أي لبس أو تأويل مغلوط لموقف المملكة من النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
أكد بوريطة، في معرض رده على أسئلة المستشارين المتعلقة بمستجدات القضية الوطنية، أن خطاب جلالة الملك محمد السادس، كان شافيا ومؤسسا، مضيفا، أنه أبرز بوضوح معالم العقيدة الديبلوماسية المغربية المتعلقة بالوحدة الترابية للمملكة.
كما يشكل الخطاب الملكي، يقول بوريطة، خارطة طريق واضحة المعالم لترسيخ مغربية الصحراء وتحصيل مكتسبات البلاد في المحافل الدولية، إضافة إلى كونه “مؤشرا على انطلاق فصل جديد من التعبئة الوطنية الشاملة وراء جلالته في إطار رؤية بعيدة المدى تروم التوجه بكل حزم وثقة نحو الطي النهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول مغربية الصحراء”.
واختزل وزير الخارجية العقيدة الديبلوماسية المغربية في ثلاثة عناصر أساسية، جاءت على لسان جلالة الملك محمد السادس، أولها أن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة لا نقاش فيها، ثم أن المغرب لا يتفاوض على صحرائه بل ينخرط في إيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل، والعنصر الثالث يتجلى في الحرص على التنمية الشاملة للأقاليم الجنوبية للمملكة، وجعلها قاطرة لتنزيل الجهوية المتقدمة لما تفتحه من آفاق تنموية ومشاركة سياسية حقيقة.
وفي هذا الإطار، أبرز الوزير أن مغربية الصحراء تكرست على المستوى الدولي من خلال المكتسبات الحاسمة التي حققها المغرب في السنوات الأخيرة، “ما أعطى للعمل الخارجي مصداقية يعززها إجماع كل مكونات الأمة وتلاحم كافة قواها الحية وراء جلالة الملك”، يقول الوزير.
موقف المغرب لا يقبل المساومة
وأبرز، في السياق ذاته، أن هذا التأكيد الملكي الصريح يعتبر رسالة قوية للجميع من شأنها رفع أي لبس أو تأويل مغلوط للموقف الوطني للمملكة.
كما أوضح بوريطة أن تدبير قضية الصحراء المغربية يتم في إطار سيادة المغرب الكاملة وغير القابلة للمساومة على صحرائه وفي إطار مبادرة الحكم الذاتي كحد أوحد لحل هذا النزاع المفتعل.
وأضاف وزير الخارجية أن المغرب يثمن عاليا استمرار تكريس الشرعية التمثيلية لمنتخبي الصحراء المغربية داخل المنتظم الدولي وهيئات الأمم المتحدة، “حيث ترسخت مشاركة المنتخبين الشرعيين للأقاليم الجنوبية بدعوة رسمية من الأمم المتحدة وللمرة الثالثة على التوالي في أشغال لجان وندوات الجمعية العامة ذات الصلة كممثلين عن جزء لا يتجزأ من تراب المملكة وشعبها”.
وشدد على أن الممثلين المحليين للأقاليم الجنوبية، سيواصلون المشاركة مثل السابق، في الموائد المستديرة التي كرسها مجلس الأمن كآلية وحيدة للتوصل إلى الحل السياسي المنشود.
كما ستستمر المملكة، يضيف بوريطة، في حشد تأييد دولي أوسع على مغربية الصحراء من خلال القنصليات والاتفاقيات أو الإعلانات الرسمية لهذه الدول.
تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة
من جهة أخرى، أكد بوريطة أن المغرب سيظل منخرطا بشكل بناء في البحث عن حل لنزاع إقليمي مفتعل نابع من معارضة دولة جارة لحقوق المغرب الشرعية في استكمال وحدته الترابية، مجددا التذكير بأن المغرب لا يتفاوض على صحرائه، بل يتفاوض على وضع حد لهذا النزاع، عبر إيجاد حل سلمي نهائي في إطار السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة.
وذهب، في هذا الإطار، إلى أن المملكة ملتزمة بدعم مجهودات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، كما تستمر في الاشتغال بشكل بناء معهما في إطار مرجعية مجلس الأمن، وفي إطار الخطوط الحمراء والمحددات التي وضعتها المملكة سواء في ما يخص أطراف النزاع أو مسار الوصول إلى الحل أو محددات هذا الحل، يقول بوريطة.
وشدد وزير الخارجية، على أن المغرب لن يوقع أي اتفاق ولن ينخرط في أي مفاوضات اقتصادية أو تجارية لا تشمل كل ترابه الوطني من طنجة إلى الكويرة، وذلك في إطار تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة.