“بوشكيوة”.. من الحجاب إلى الإلحاد
هوية بريس – د.محمد عوام
كنت أسمع لحوار أجراه هشام نوستيك مع الأستاذة أمينة بوشكيوة، وقد تضمن شيئا من حياتها الشخصية، ومشاكلها ومعاناتها، سواء مع أسرتها أو مع مهنتها. والذي أثارني في الحوار ما يلي:
أولا: لم تكن الأستاذة أمينة صريحة في بيان الأسباب الحقيقية لمعاناتها في عملها، هل بسبب ما تكتب عن مشاكل التعليم أم من جراء دعوتها التلاميذ للتمرد على القيم الإسلامية، بل كما عبرت تلميحا لا تصريحا، أنها تكتب عن بعض الطابوهات بجرأة غير معهودة. لاسيما أن الأستاذة من دعاة التهجم على الإسلام ذاته، ولا أدل على ذلك، من لعنها وشتمها لسيد الخلق، وأشرف المرسلين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذه هي الحقيقة التي أخفتها في حوارها، ولعلها هي السبب في اشتداد صراعها مع أسرتها، فهي لم تكن أستاذة تلقن الفلسفة فحسب، وإلا مئات وآلاف الأساتذة يدرسون الفلسفة، ولا أحد تعرض لهم، وإنما كانت داعية إلى التمرد على الدين، وبث الإلحاد، وطبعا هذا ينسجم مع الإيديولوجية التي تتبناها والموقع الذي تناضل منه، والتاريخ الذي عشناه ورأيناه خير شاهد على تلك الإيديولوجية.
ثانيا: تعترف أستاذة الفلسفة أنها كانت محط عناية لأستاذها في الفلسفة في المرحلة الثانوية، الذي اجتهد عليها وأمدها بالكتب، وغير من مسارها الفكري، حتى صارت إلى ما صارت إليه. ولازلت أتذكر ذلك الأستاذ وقد كنا نسمع به، ونحضر محاضراته بالثانوية، فقد كان من دعاة الإلحاد والزندقة، ومهاجمة الإسلام، وكانت له أيضا معارك طاحنة مع شباب الدعوة الإسلامية يومئذ، ولا أحد أوقفه عند حده، لكونه كان من الذين يزعزعون عقيدة التلاميذ، ويشككهم في إسلامهم، ويطعن في تاريخهم، ويسفه بعلماء أمتهم.
ولم يكن هو الوحيد الذي يمارس الدعوة الإيديولوجية الماركسية الإلحادية، بل كان هناك أمثاله الذين لا أحد يحاسبهم أو يراقبهم، منهم أستاذ الفلسفة والدعوة الأمازيغية والحرية الجنسية، الذي لا يفتر عن مهاجمة الإسلام، لقد كان من دعاة التمرد على الإسلام، وبث الإلحاد في صفوف التلاميذ.
ولقد جنى هؤلاء، دعاة الإلحاد والطعن في الإسلام على كثير من التلاميذ والشباب، ولم يحصل ذلك إلا في غياب المراقبة التامة على عمل هؤلاء، الذين كانوا يخرجون عن مسار البرنامج التعليمي، إلى بث الإلحاد، بل أكثر من هذا كان بعضهم ينظم خرجات ورحلات للشباب ذكورا وإناثا، فيبثون فيهم سمومهم وانحرافاتهم.
فالأستاذة بوشكيوة هي ضحية أمثال هؤلاء، ثم ما لبثت أن صارت هي كذلك من دعاة الإلحاد والطعن في الإسلام، والطعن في نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. ولازلت أتذكر بعض من دعاة الإلحاد بثانويتنا عبد الكريم الخطابي، وجرأتهم على الدين، وتزوير الحقائق التاريخية، وحقدهم على القيم الإسلامية والأخلاقية، بحيث لا يقبلون أي نقاش. لازلت أتذكر ذلك الأستاذ الذي أبديت له في الفصل، عن رأي العلماء والمفكرين في المادية الجدلية، وأتيت له بكلام علمي دقيق، فلم يجد ما يرد به، سوى أن يستهزئ بالصلاة والدين، بحركاته العوجاء مثل اعوجاج تفكيره، حتى يضحك التلاميذ.
وهنا يحضرني شيء من الأهمية بمكان، وهي المقررات الدراسية، خاصة في مادة الفلسفة، والفرنسية، وغيرهما، كم فيها من المسائل والقضايا المخالفة للشريعة قطعا، ومخالفة للثوابت التي ما فتئت الدولة المغربية تحث عليها بإلحاح، ولا تسمح -كما تقول- بالمساس بها. انظروا إلى هذه المقررات، ولماذا تم تجاهل ما بها من كوارث. فلم نسمع أن هناك لجنة علمية علمائية لمراقبة هذه المقررات، مثلما يصنع بمقررات التربية الإسلامية، التي لا تغيب عنها الأعين، بحجة محاربة الإرهاب والتطرف، إلى حد تشطيب مسائل من صميم الدين وثوابته، لأنه لا يناسب حسب زعمهم المواثيق الدولية، ويخالف المساواة بين الجنسين، وخير نموذج تشطيب المواريث من مقرر الأولى باك.
وهذا يجعلنا نشكك في جدية الدولة المغربية في حماية الثوابت، وعلى رأسها الإسلام، وإلا كيف سمحت بتشطيب مادة الفكر الإسلامي، والإبقاء على مادة الفلسفة، أليست مادة الفكر الإسلامي يدرس فيها المذهب الأشعري، الذي تتبناه الدولة المغربية، ومن ثوابتها، أم أن الحسابات الإيدلوجية والسياسية لا تلقي بالا لما هو ثابت وراسخ في تاريخ هذه الأمة؟ إن هذا لشيء عجاب.
وإذا كان القانون المغربي يعاقب على زعزعة عقيدة المسلم، فلا جرم أن الأولى والأحرى ينبغي إعادة النظر في بعض النصوص من المقررات الدراسية، التي هي من صميم زعزعة عقيدة التلاميذ، والحسبة على رجال التعليم، خاصة منهم دعاة الإلحاد والزندقة، ونشر التطرف اللاديني، لأنه لا يقل خطورة عن التطرف الديني، فكلاهما مهلك للأمة.
فالإلحاد مخرب للإنسان، مهدم للعمران، ومجلب لسخط الرحمن، وهذا دور ينبغي أن تضطلع به المجالس العلمية، وإلا لا داعي للتشدق بالمحافظة على الثوابت.
الله المستعان ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
لا حول ولا قوة الا بالله، قبل سبقهم غيرهم لذلك ولم يزيدو الاسلام الا قوة.
لقد حزني في صدري أخي الكريم وصفك هذه الزنديقة بالأستاذة
جاء الإسلام لتحقيق حرية الناس وإخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
أما ما يفعله دعاة التحرر من الدين، فهو مهما تعددت صوره وأشكاله، لا يخرج عن كونه، دعوة إلى الرزخ تحت وطأة الشهوات المهلكة، أو الشبهات المضللة التي تجعل حياة الناس عبثا وعذابا سرمديا لاينقضي.
ولكل واحد أن يختار ما يشاء، لكن ليس من حق أحد أن يمنعنا من قول الحق والجهر به تحت أية ذريعة كانت.
خسرت دنياها وآخرتها
اللهم يا مقلب القلوب تبث قلوبنا على الإسلام.