بوعشرين يكتب: لا يولد الإنسان إنسانا بل يصير إنسانا بسيرته فوق هذه الأرض
هوية بريس – توفيق بوعشرين
كلمة للذكرى
لا يولد الإنسان انساناً
بل يصير انساناً بسيرته فوق هذه الأرض
يصير انساناً عندما يختبر كل يوم في انسانيته
يصير انساناً حينما يشعر بألم الآخرين
يصير انساناً عندما يبدي التعاطف مع من يستحقه دون ان يطلبه، ودون ان ينتظر شكرا ولا مقابلا ولا حتى اعترافا.
يصير انساناً عندما يخاطر بأمنه براحته بماله بوقته من اجل قضية عادلة، اوموقف نبيل، او كلمة حق في الأوقات الصعبة، واللحظات الحرجة، حيث يوثر الآخرون الصمت أو الابتعاد عن الخطر أو النجاة بالجلد عندما توقد النيران، ويحمل الحطب إلى الموقد من اجل تدمير كائنات هشة ومواطنين عزل، بكل جريرتهم أنهم اختاروا السير ضد التيار، وتشبثوا بحقهم البسيط في القول او العمل او الكتابة او الاحتجاج او إشعال شمعة في الظلام.
ما فعلته الجمعيات الحقوقية والهيئات المدنية الأصوات الحرة وفرق الدفاع عن الصحافيين والناشطين والمدونين، هو في الواقع بيان حقيقة على إنسانية كل واحدة وواحد من هولاء، تضامن ونضال كل هولاء كان وما يزال نقطة نظام في وسط فوضى عارمة، وامام آلة ضخمة كانت تجرف كل من يعترض طريقها بلا رحمة ولا خطوط حمراء ولا اعتبار لشيء…
ليس السجن هو أسوء ما تعرضنا له لسنوات طالت نحن المحتفى بحريتهم اليوم، بل التشهير اليومي بنا وبعائلاتنا وباطفالنا وباسمائنا وباعتبارنا في إعلام وصحافة ومواقع وإذاعات وتلفازات رسمية لا تشبه في شيء الإعلام والصحافة التي عرفتها المجتمعات المتحضرة، لم تبق هذه الالات التي تحفر عميقا تحت الجلد لحقوق المتهم ذرة من قرينة البراءة، ولم تترك لعائلتنا متنفسا لتستوعب هول ما حدث، كل شيء كان جائزا وكل الضربات كان مسموحا بها في انتظار ليلة شحذ السكاكين في الغرفة الشهيرة غرفة الجنايات رقم ثمانية بمحكمة الاستئناف بالبيضاء…
حتى القضاة على قسوت أحكامهم كانوا احيانا ارحم من الالات التشهير، ومعاول الهدم، واوراش سلخ اللحم البشري حيا، تلى القضاة أحكامهم على هواها وانسحبوا بسرعة البرق،..
لكن ها نحن هنا بفضل تضامنكم وبفضل مبادرة ملكية نبيلة لأشخاص في مواقع مختلفة هنا وهناك. وها نحن هنا لنقول لكم ولهم شكرا ان وضعتم نهاية لكابوسنا ،وضعتم نهاية للرحلات المكوكية لعائلاتننا إلى قاعات زيارت السجناء، سمحتم لنا ان نرى أطفالنا يكبرون أمامنا، لا ان نراهم يذبلون في قاعات زيارة المساجين لدقائق كل أسبوع أو أسبوعين.
مع كل هذا لقد رأيتم ابتساماتنا عند لحظة الخروج من قبر الحياة، هذه الابتسامة ليست فقط لحظات للتعبير عن فرحة معانقة الحرية، إنها تعبير أيضاً عن خلو قلوبنا من الحقد أو الانتقام والانكسار، على هذه الأرض المسماة مغربا متسع للجميع، إذا ضمنت لكل مواطن إمكانية العيش تحت سقف الحرية وفي كنف القانون.. اه حج من هذا قانون هذا الكائن الهش والمهم في نفس الوقت لقد افتقدناه في هذه المحنة وأملي ان يرجع وافدا جديدا محتفى به بيننا بعد ان طرد مرارا وتكرار في السنوات الأخيرة املي ان تتسع المبادرات الحقوقية إلى ان تصير عنوان مرحلة وبداية جديدة لانفراجة حقيقية في السياسة كما الصحافة كما النضال الحقوقي والاجتماعي…
يصير الإنسان إنساناً ولا يولد إنساناً.
ياودي غي سكت راك خارج من الحافلة من باب الدخول أو من نافذة الإغاثة،واش كاع ماداز عليك وزايد تفسر وتشتكي وتحاجج وتجادل ،التزم الصمت ولها بروحك وولادك.راك دوخت وفتنت المغاربة.