بوعيدة: الحكم الذاتي ينهي الانفصال الذي دام 50 سنة

13 نوفمبر 2025 09:57

بوعيدة: الحكم الذاتي ينهي الانفصال الذي دام 50 سنة

هوية بريس- متابعات

أكد الدكتور عبد الرحيم بوعيدة، الأستاذ الجامعي بكلية العلوم القانونية و الإقتصادية و الإجتماعية بمراكش، أن القرار الأممي رقم 2797 يمثل محطة تاريخية فارقة في مسار النزاع حول الصحراء المغربية، مشددًا على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 باتت اليوم الإطار الواقعي والوحيد للحل، وأنها «أنهت فعليًا أسطورة ما يسمى بحق تقرير المصير»، بعدما أقرّ المجتمع الدولي بجدية وواقعية المقترح المغربي.

وخلال مناظرة وطنية في موضوع قضية الصحراء المغربية بعد قرار مجلس الأمن رقم 2797، أمس الأربعاء، نظمتها كلية العلوم القانونية و الإقتصادية و الإجتماعية بمراكش، بمناسبة الذكرى الخمسين المسيرة الخضراء، قال بوعيدة إنه يتحدث «بلسان الأستاذ الجامعي»، مؤكدًا أن النقاش داخل الجامعة يجب أن يتم بلغة العلم والقانون والتحليل الرصين، بعيدًا عن الخطاب السياسي أو الانفعالي، لأن المرحلة تقتضي قراءة القرار الأممي بمنهجية دقيقة ومسؤولة.

وأضاف بوعيدة أن الكرة اليوم «في ملعبنا نحن المغاربة»، داعيًا إلى التفكير الجماعي في رهانات المرحلة المقبلة وآليات تنزيل الحكم الذاتي، وفق مقاربة تشاركية تضم النخب الأكاديمية والسياسية، معتبرًا أن التنفيذ الواقعي لهذا الخيار سيكون أقوى ردٍّ على خصوم الوحدة الترابية.

وشدّد المتحدث على أن خيار الحكم الذاتي «هو السقف الأعلى والأكثر واقعية»، مؤكدًا أن إقامة ما يُسمى بـ«دولة جنوب المغرب» أمر مستحيل من الناحية الواقعية والسوسيولوجية، نظرًا للطبيعة القبلية المعقدة للمنطقة. وقال بوعيدة: «كل قبيلة تريد زعيمها، ولا يمكن أن تُبنى دولة موحدة في هذا السياق، لذلك فالحكم الذاتي حلٌّ لا غالب فيه ولا مغلوب».

كما دعا بوعيدة إلى تطوير الجهوية المتقدمة نحو آلية متكاملة للحكم الذاتي، بغضّ النظر عن موقف الأطراف الأخرى، مشيرًا إلى أن السياق الدولي اليوم في صالح المغرب، بعد أن دعمت قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا هذا الخيار، فيما امتنعت روسيا عن استخدام الفيتو، وهو ما اعتبره «مؤشراً إيجابيًا واضحًا».

وفي رسالة وجهها إلى الشباب المغربي، شدد بوعيدة على ضرورة تغيير الخطاب تجاه إخواننا في مخيمات تندوف، قائلاً: «الملك قالها صراحة: هؤلاء إخواننا. لا حاجة اليوم للغة الاتهام، بل لخطاب الإدماج والطمأنينة».

وأكد أن الحل الحقيقي يبدأ من احتضان هؤلاء المغاربة بثقافة الانفتاح والتفاهم، لأن «بداية النزاع كانت من سوء الفهم الثقافي لا من الخلاف السياسي»، مضيفًا أن «من فهم ثقافة الآخر، اتقى شرّه».

كما لفت إلى أن الوحدة الوطنية لا تُقاس بالمشاريع فقط، بل بكرامة المواطن الصحراوي، داعيًا إلى أن يشعر أبناء الأقاليم الجنوبية أن التنمية تخصهم شخصيًا لا مجرد بنية تحتية.

وانتقد بوعيدة غياب القضية الوطنية عن المناهج التعليمية والإنتاج السينمائي والإعلامي، معتبرًا أن المغرب «يصنع التاريخ لكنه لا يكتبه»، وهو ما يجب أن تتداركه الجامعة والإعلام الوطني.

وختم بوعيدة مداخلته برسالة سياسية واضحة، قائلاً: «قضيتنا قضية أمة، أما عند الجزائر فهي قضية نظام. آن الأوان لأن تتوقف الجزائر عن إنفاق أموالها على مخيمات تندوف، فشعبها أولى بها، وليُترك الصحراويون يقررون مصيرهم داخل وطنهم، في إطار الحكم الذاتي وتحت السيادة المغربية».

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة