أصدرت الرابطة العالمية للاحتساب بيانا حول قضية تهويد القدس الشريف وإعلانها عاصمة للكيان الصهيوني الغاشم.
وجاء في البيان المذكور:
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين معز المستضعفين وناصر المؤمنين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين وإمام المجاهدين.
أما بعد، فإن الله تعالى قد قال في كتابه الكريم: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الإسراء. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه و سلم ومسجد الأقصى). واتفق المسلمون على أن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين ومسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأشرف بقعة مباركة بعد الحرمين الشريفين.
وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اليهود سيسلطون عليه ويحتلونه وأنه ستكون بيننا وبينهم ملحمة فقال فيما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله)، و هذا مما يفسر قول الله تعالى في سورة الإسراء:(وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا) فما بعدها.
ولا شك أن عزنا ومجدنا وكرامتنا هي بالعودة الصادقة لديننا نعمل به في أنفسنا وأهلنا وننصره بالمال والأنفس؛ وألا نترك الدنيا تحجب عنا الدين، فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود وصححه الألباني من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم).
وما أقدم عليه الرئيس الأمريكي واللوبي الصهيوني المتحكم في شؤون بلاده، من الاعتراف ببيت المقدس عاصمة أبدية لليهود ما كان ليفعله لولا هواننا وتركنا لما أمرنا الله تعالى من الاعتصام بحبله المتين وعدم التفرق وبالجهاد في سبيله.
وإننا في الرابطة العالمية للاحتساب نؤكد على الآتي:
1- نذكر الأمة الإسلامية قاطبة أن القدس وفلسطين أمانة في أعناق كل مسلم حاكما أو محكوما، وتحريرها من أيدي الصهاينة الغاصبين واجب عيني على الأمة ما لم تحصل الكفاية.
2- أن إعلان مدينة القدس من طرف أمريكا عاصمة للكيان الصهيوني هو اعتداء على الإسلام وأهله، بل هو إعلان حرب على أمة الإسلام.
3- أن على المسؤولين الفلسطينيين أن يفسخوا كل معاهدات الذل مع الكيان الصهيوني من أجل السلام المهينة للأمة، والمفرطة بحرماتها وعلى رأسها اتفاقية “أوسلو”.
4- أن الواجب على كل مسلم فردا كان أو مؤسسة أو دولة أن يقطع كل علاقة تطبيع مع العدو الصهيوني، سواء اتخذت شكلا ثقافيا أو سياسيا أو تجاريا.
5- أن قضية الأقصى وفلسطين لن تحل عن طريق منظمة الأمم المتحدة، ولقد أعطت قائدة الأمم المتحدة دولة أمريكا المتحكمة في المنظمة اليقين للمسلمين أنها مع الصهاينة قلبا وقالبا ظهيرا ونصيرا.
6- أن على حكومات شعوب الأمة أن تدرج قضية الأقصى والقدس في مقررات تعليمها وبرامجها التعليمية، حتى لا تنسى القضية، وحتى تربى الأجيال على الاستعداد لتحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7- أهمية تنظيم الهيئات العلمية والصحافية والفكرية لمؤتمرات عالمية تجمع شتات العلماء والمفكرين وكل القوى الحية للتشاور والتعاون على نصرة الأقصى وفلسطين لبعث روح العزة ورفض الضيم لدى الأمة.
8- أهمية تنظيم وقفات احتجاجية تحسيسا للمسلمين بالخطر المحدق بالأقصى الشريف يقودها العلماء، مع تخيصص خطب الجمعات المقبلة لبيان خطورة قرار أمريكا تهويد مسرى رسول الله، كما نهيب بكل من له قدرة من الإعلاميين والمسؤولين على القنوات الفضائية والمواقع الإعلامية والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي العمل على الدعم للقضية، وأن يعطوا الأولوية لنصرة مسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم.
9- كما نؤكد على الواجب الشرعي المفروض على كل مسلم ومسلمة في أي بقعة من العالم والذي يحتم عليه أن يدعم إخواننا في القدس وفلسطين الذين يقومون بواجب الدفاع عن الأقصى المبارك الشريف نيابة عنهم وعن الأمة جمعاء.
وأخيرا، نسأل الله أن ينصر أولياءه، ويجمع صفهم على التوحيد لإعلاء كلمته ويذهب عنهم العجز والوهن ويقيض لهم من يبرم على أيديهم أمر رشدهم وعزتهم.
والحمد لله وصلى الله على رسول الله وآله وسلم.
الرابطة العالمية للاحتساب.
21 ربيع الأول 1438
الموافق 10-12-2017