بيان رابطة علماء المسلمين بشأن اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى والاعتداء على المرابطين فيه
هوية بريس – متابعة
الحمد لله القائل في كتابه: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحَجِّ 39].
ثم الصلاة والسلام على النبي القائل: (لا تَزالُ طائفةٌ من أمَّتي يقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ علَى من ناوَأَهُم حتَّى يُقاتلَ آخرُهُمُ المسيحَ الدَّجَّالَ) سنن أبي داود 2484
أما بعد:
إن رابطة علماء المسلمين وهي تتابع ما حل بالمسجد الأقصى لتستنكر أشد استنكارٍ هذه الأفعال الدنيئة من اقتحامات آثمة وتهجمات غاشمة طالت باحات المسجد ومصلاه، والتي قامت بها فرق قوات الأمن اليهودية الصهيونية المجرمة، واعتداءات مستمرة منها على المصلين والمرابطين والمرابطات الآمنين بالاعتقال تارة والضرب وتكبيل الأيدي تارة أخرى.
إن رابطة علماء المسلمين في متابعتها لما يجري وبياناً منها للحق الذي تدين الله به، وقياما بأمانة العلم وسط الصمت الدولي إزاء هذه الأفعال التي تكشف عن الوجه القبيح لهؤلاء الصهاينة ومن يطبع معهم أو يدعوا للتطبيع مع كل معتد على المسلمين تؤكد على ما يلي:
• تدعو الرابطة المسلمين في بيت المقدس والمرابطين والمرابطات بالمسجد الأقصى إلى الثبات والصمود أمام هذه الحملة الشعواء، وتدعوهم لمزيد من التضرع والصبر والتوكل على الله، وأن الله معهم ولن يترهم أعمالهم، قال الله ﴿ إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾[آل عمران 160].
• تؤكد رابطة علماء المسلمين على أن الصهاينة مغتصبون للأرض والمقدسات، وللمسلمين الحق في جهاد ومقاومة العدو المغتصب ودحره، والدفاع عن المسجد الأقصى مسرى رسولهم الكريم أمام هذه الاعتداءات المتكررة، وخاصة ما دأب عليه العدو الصهيوني والقيادات الدينية المتطرفة من فرض مؤامرة التقسيم المكاني والزماني بالقوة الغاشمة، وكسر إرادة المقاومين لهذا العدوان، ولكن هيهات، فإن دون هذه المؤامرات وفرضها دماء المقدسيين وأهل فلسطين ومن خلفهم جميع المسلمين.
• تدعو الرابطة علماء الأمة ونخبها ومؤسساتها الدينية الرسمية وجهات الفتوى ومجامع البحوث في العالم الإسلامي إلى التكاتف والتنسيق المشترك، والقيام بدورهم المنوط بهم في مثل هذه الأحداث بيانًا ونصحًا ووفاءً بالميثاق الذي أخذه عليهم ربنا ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ [آل عمران 160].
• تذكّر رابطة علماء المسلمين من ولاهم الله أمور المسلمين بواجبهم العظيم تجاه أمانتهم ليأخذوها بحقها، ويؤدوا الحق الذي عليهم، وتذكرهم بأن الله مطلع على تخاذلهم عن نصرة المسجد الأقصى وأهله، وعظم الحساب بين يديه يقول النبي ﷺ عن معقل بن يسار: (ما من عبد يسترعيه الله رعيةً يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنّة) متفق عليه.
• تذكّر رابطة علماء المسلمين الشعوب العربية والمسلمة بواجب النُّصرة والدفاع عن مسرى رسول الله ﷺ بشتى الوسائل الممكنة كل في مكانه وبحسب مركزه يقول الله ﴿.. وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ فَعَلَیۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ… ﴾ [الأنفال ٧٢]، وبذل أموالهم في سبيل تحقيق هذا الواجب النبيل والأمر العظيم، يقول النبي ﷺ (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره..) مسند الإمام أحمد 8103 ، فالحرب اليوم تنوعت فيها الوسائل، وإلحاق الخسارة بالعدو والإضرار به بات ممكننًا وقريبًا، وخاصة أن العدو الصهيوني ليس في أحسن أحواله السياسية والاجتماعية؛ حيث تتنامي في داخله الصراعات البينية بشكل عميق ومتسارع، ولن يصمد طويلاً أمام صمود وضربات المرابطين والمجاهدين على أرص فلسطين.
• تدعو رابطة علماء المسلمين وسائل الإعلام العربية والإسلامية بتكثيف تغطياتها الإعلامية لمجريات الأحداث في المسجد الأقصى، وأن لا يتوانوا عن نقل هذه الاعتداءات الغاشمة والانتهاكات الصارخة لفضح هذا الكيان المغتصب المجرم، وللتعريف بقضية الأقصى، وللوقوف على حجم الظلم الواقع على إخواننا في فلسطين.
• وأخيرا فإن دعم المرابطين على ثغر الأقصى واجب على كل مسلم بما يستطيع، لأنهم إنّما يدافعون عن ثغور الأمة بأسرها، إذ لو تمكن الصهاينة من فلسطين وخمدت جذوة المقاومة الاسلامية بها فسيسعى الصهاينة لاجتياح ما حولهم سعيا لما يتوهمونه من إسرائيل الكبرى!
وفي مثل هذه النوازل العظيمة في الأمة تتأكد أهمية الدعاء والقنوت بنصر المؤمنين وخذلان الظالمين والكافرين، وخاصة في شهر رمضان المبارك، وأن تشارك في ذلك جميع مساجد المسلمين في صلاة الوتر وفي غيره.
فاللهم انصر المجاهدين والمرابطين على ثرى فلسطين، وعليك بالصهاينة الغاصبين، ﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران 139].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
صدر عن الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
الخميس 15/رمضان/1444هـ
الموافق 6/ابريل/2023م.