بيان مشترك حول خطاب رئيس تونس المتضمن المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، والسماح للمسلمة بالزواج من غير المسلم
هوية بريس – متابعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد تلقينا بألم بالغ وحزن شديد ما دعا إليه الرئيس التونسي، في خطابه بمناسبة العيد الوطني للمرأة، من ضرورة إجراء مراجعات قانونية تتضمن المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، والسماح للمسلمة بالزواج من غير المسلم!!
وقد زاد مِن ألم الصدمة ؛ تأييد دار الإفتاء في تونس لهذه الأطروحات المخالفة للكتاب والسنة وإجماع الأمة.
وإننا وإزاء كل ما سبق لنجد لزاماً علينا تبيين الأمور التالية:
أولا: إن ظهور هذه الدعوات المارقة في بلاد القيروان والزيتونة ؛ لهي اعتداء صريح على قطعيات التشريع الإسلامي ومسلماته، واستهتار واضح بمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم الإسلامي.
ثانيا: نُذَكِّرُ بأن أحكام المواريث الشرعية التي جعلت للذكر مثل حظ الأنثيين ؛ لهي من موارد الإجماع القطعي الصريح، والتي لا مساغ فيها للاجتهاد ولا تتغير بتغير الزمان والمكان.
ثالثا: إن الدعوة لتسويغ زواج المسلمة بالكافر ؛ تعد مخالفة صريحة لما هو معلوم من الدين بالضرورة من تحريم ذلك مصداقاً لقول الله تعالى : ﴿وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [البقرة: 221]. وفِي ذلك مفاسد عظيمة تتضمن : ظلم المرأة والاعتداء على كرامتها وخصائص أنوثتها والعبث بمشاعرها ونمط حياتها.
رابعا: ننبه على أن هذه الدعوات المعتدية على ثوابت الأمة ومقدساتها ستحدث مزيدًا من الانقسامات والتطاحن بين مكونات الشعب التونسي المسلم، خصوصا وأن الأمر يستفز بشدة هوية الأغلبية المطلقة من المسلمين هناك.
خامسا: نناشد الرئيس التونسي بالتراجع عن هذه الدعوة الخطيرة، كما نهيب بكامل مكونات المجتمع الأهلي التونسي من علماء وأئمة وخطباء وأعضاء بالبرلمان ورجال القانون ؛ أن يتصدوا إلى هذا الانحراف الخطير الذي لن يجر سوى الوبال على المجتمع التونسي المسلم.
سادسا: ندعو دار الإفتاء في تونس إلى تقوى الله وعدم تعريض الأحكام الشرعية إلى تلاعب الساسة والقيام بما هو منوط بأهل العلم من الثبات على الحق والنصح للخلق والصبر على ذلك.
نسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كل فتنة في الدين والدنيا وأن يديم أمنهم وعزهم وأن يرد عنهم شر الأشرار وكيد الفجار..
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
رابطة علماء المغرب العربي، الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين. بتاريخ الجمعة 26 ذو القعدة 1438ﻫـ الموافق 18 أوت/أغسطس 2017م.
فبدلا من الاشتغال على الارث اشتغلوا على الثروات التي خلقها الله لعباده في هذه البلادوقسموها على الخلق بدل التطاول على شرائع الله واحكامه ارضاءا لاعداء الدين والتملق لهم