بيل غيتس “أكبر فلاح” بأميركا.. لماذا يشتري مؤسس “مايكروسوفت” كل هذه الأراضي الزراعية؟
هوية بريس – وكالات
يبدو أن بيل غيتس هو أكبر مالك فردي للأراضي الزراعية في الولايات المتحدة، بفضل عشرات آلاف الأفدنة التي اشتراها باسمه وباسم زوجته السابقة ميليندا غيتس، ورغم اعتقاد البعض أن السبب في هذا الشغف بامتلاك الأراضي المزروعة بالخضروات يعود لاهتمام أحد أهم أثرياء العالم بالبيئة، لكن هل يكون هذا السبب الوحيد الذي يدفع مؤسس “مايكروسوفت” وأحد أشهر رجال التقنية في العالم لشراء أراض زراعية؟
أكبر مالك للأراضي الزراعية في الولايات المتحدة
ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز” (NBC News) الأميركية في يونيو/حزيران 2021 أن عائلة غيتس استحوذت على أكثر من 269 ألف فدان من المزارع في الولايات المتحدة في السنوات الـ10 الماضية، وتشمل هذه المساحة -التي ساعدت في شرائها شركة “كاسكيد إنفستمنت” (Cascade Investment) وعدد من الشركات الأخرى- أراضي زراعية فيما يقرب من 20 ولاية، بأصول تزيد على 690 مليون دولار.
وأفادت الشبكة وتقرير مجلة “ذا لاند ريبورت” (The Land Report) المتخصصة في الاستثمار الزراعي بالولايات المتحدة في بداية العام 2021 أن الملياردير التكنولوجي وزوجته كانا من كبار مالكي الأراضي الزراعية الخاصة في البلاد. لكنه وفق المجلة الزراعية يعد أيضا من بين أفضل مالكي الأراضي الزراعية لأنه يقوم بزراعتها بمحاصيل متنوعة، إذ تقدر وزارة الزراعة الأميركية أن حوالي 30% (نحو 100 ألف فدان) من الأراضي الزراعية في الولايات الأميركية مستأجرة من قبل أشخاص يعملون مُلاك عقارات ولا يشاركون في الزراعة.
مع نشر هذه التقارير واجه غيتس انتقادات من بعض المزارعين وداعمي البيئة، إذ وجدوا في هذا تناقضا بين دعوته البيئية العامة وإستراتيجيته للاستثمار الشخصي، وأنه يشجع الملاك من غير المزارعين وقليلي الخبرة في الاستثمار بشراء أراضي لا يستطيعون زراعتها.
ويرى المنتقدون أن دخول رجال الأعمال في شراء واستئجار الأراضي الزراعية يتسبب في غلائها على المزارعين المحليين، كما يساهم في الدفع باتجاه “الزراعة الصناعية” التي يحقق منها كبار المستثمرين عوائد أكبر من غيرهم، خصوصا أن أثرياء أميركا يعرفون ضمنيا أن شراء الأراضي أكثر وسيلة مضمونة لتخزين ثرواتهم والحفاظ على قيمتها، وفق تقرير لشبكة “فوكس” (Vox) الأميركية.
لكن المدافعين عن غيتس اعتبروا شراءه الأراضي الزراعية قد يكون جزءا من جهود الملياردير لدعم البيئة ومواجهة تغير المناخ، إذ رأت مجلة “نيوزويك” (Newsweek) الأميركية أن جهود غيتس قد تكون للمساهمة في تطوير الزراعة لمواجهة تغيرات المناخ، أو في مجال الزراعة المستدامة، وأنه يفعل ذلك لـ”إنقاذ الكوكب”، كما أنه يوفر فرص عمل للمزارعين الصغار. لكن غيتس نفسه فرّق سابقا بين دفاعه عن المناخ واستثماراته، رغم تأكيده كذلك على دعم الزراعة المستدامة وإيجاد حلول لمواجهة التغيرات المناخية.
بطاطس ماكدونالدز من أراضي غيتس
تُظهر البيانات التي جمعتها “ذا لاند ريبورت” و”إن بي سي نيوز” أن ممتلكات غيتس من الأراضي تتراوح من 70 ألف فدان (في شمال لويزيانا) تُزرَع فول الصويا والذرة والقطن والأرز، إلى 20 ألف فدان أخرى (في نبراسكا) تزرع بفول الصويا، بالإضافة إلى 14 ألف فدان (في واشنطن) تزرع بالبطاطس، فضلا عن مزارع الجزر (في كاليفورنيا).
وبينما أبدى غيتس في كتابه “كيف تتجنب كارثة مناخية؟ (To Avoid a Climate Disaster) قلقه من تناول البرغر بالجبن نظرا لكمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تنتج أثناء تصنيعه، فإن مزارع ملياردير التكنولوجيا تعد مورّدا لماكدونالدز التي تشتري إنتاجه لصناعة بطاطس ماكدونالدز المقلية، وفق تقرير صحيفة “الغارديان” (The Guardian) البريطانية وصحف أميركية.
لكن في أثناء ترويج غيتس لهذا الكتاب سئل عبر موقع “ريديت” (Reddit) عن مشترياته من الأراضي الزراعية، وقال إن مجموعته الاستثمارية اختارت هذا المجال للعمل به، وإنه غير مرتبط بالمناخ أو رؤيته لمحاربة التغيرات المناخية، لكنه أقر بأن تقنيات الزراعة الأكثر إنتاجية يمكن أن تساعد في الحد من إزالة الغابات في أجزاء أخرى من العالم، التي تساعد بدورها في الحفاظ على البيئة.
المصدر: الجزيرة.
كيفهم فكولشي ، المعلومات ، الطب، الفيروسات ، الفلاحة، الصيد البحري ،كرة القدم ، الجنس، الايروبيك ، البناء ، المهم …. السيد خارج عن قانون البشر