بينما أثار انهياره ذعر المصارف.. إغلاق بنك SVB يتحول إلى سخرية بالإنترنت
هوية بريس – متابعات
تحوّل انهيار بنك “SVB” “سيليكون فالي بنك” أو (بنك وادي السيليكون) إلى مادة دسمة للميمات الساخرة على شبكة الإنترنت، في الوقت الذي أثار الانهيار المفاجئ رعب مستثمري التكنولوجيا، كما أثار موجة من الذعر عبر القطاع المصرفي في العالم.
كان البنك قد أُغلق يوم الجمعة 10 مارس 2023 وأصبح تحت سيطرة شركة تأمين الودائع الفيدرالية، أو FDIC، وهو يعد ثاني أكبر انهيار مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة والأكبر منذ أزمة عام 2008 المالية.
وسط هذا الفزع، أبدى البعض على شبكات التواصل الاجتماعي حالة من عدم الاهتمام بانهيار البنك، وركزوا على الجانب المضحك منه، وباتوا يتبادلون بعض الميمات الساخرة حول بنك “وادي السيليكون”.
في العامين ونصف العام الماضيين (2020 – يونيو 2022)، شهد البنك تضخماً كبيراً في الودائع لديه، من جانب العملاء، ومعظمهم من أصحاب المشاريع التكنولوجية الناشئة.
بلغت قيمة الودائع ذروتها بحلول منتصف 2022، حين بلغت قرابة 210 مليارات دولار، وكان البنك يستثمر هذه الأموال في السندات الأمريكية طويلة الأجل (لأجل 30 عاماً في معظمها).
كان البنك يقدم “فوائد مرتفعة” لأصحاب الودائع، كإحدى أدوات جذب السيولة إليه، لكن ما حدث لاحقاً شكّل نهاية رحلة البنك.
منذ النصف الثاني لعام 2022، ومع استمرار الفيدرالي الأمريكي في رفع أسعار الربا منذ مارس 2022، حتى اليوم، هجرت ودائع من البنك، ليستثمرها أصحابها في السندات قصيرة الأجل.
السندات قصيرة الأجل حتى موعد استحقاق 3 أشهر أو 6 أشهر، تجاوزت عائداتها 5%، أي أنها مربحة أكثر من بقائها في البنك والحصول على عائد لا يتعدى 3.5%.
أمام هذه السحوبات من الودائع، وجد البنك نفسه أمام أزمة سيولة تتمثل في عدم قدرته على الاستمرار في دفع فوائد على الودائع المتبقية، وسط تباطؤ الإقراض المصرفي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً.
كذلك، لم يعد بمقدور البنك تحمل سحب المزيد من الودائع من جانب العملاء، وهو تطور جاء بالتزامن مع انهيار بنك للعملات المشفرة في السوق الأمريكية وهو بنك “سيلفرغيت”، الأسبوع الماضي.
اضطر بنك “SVB” إلى بيع محفظة سندات بقيمة 21 مليار دولار، خسر فيها قرابة 1.8 مليار دولار، كما طرح أسهماً بقيمة 2.25 مليار دولار، والهدف توفير السيولة.
وفق “عربي بوست” ويوم فجر الجمعة 10 مارس 2023 أصدرت وكالة موديز للتصنيف الائتمانية تقريراً خفضت فيه التصنيف الائتماني للبنك، نتج عنه ما يسمى مصرفياً “Bank Run” أي هرع المودعون لسحب أموالهم.
ورسمياً، أعلنت الجهات المنظمة للخدمات المصرفية في كاليفورنيا، الجمعة، غلق مجموعة وادي السيليكون المصرفية، والمسؤولة عن بنك وداي السليكون “SVB”.
وكالة الأنباء الفرنسية كانت قد أشارت إلى أن المؤسسة الفيدرالية تخطط لتأمين الودائع في الولايات المتحدة لإعادة فتح فروع البنك الـ17 والتي تتخذ من كاليفورنيا وماساتشوستس مقراً، الإثنين 13 مارس 2023، وذلك من أجل السماح للعملاء بسحب ما يصل إلى 250 ألف دولار على المدى القصير، وهو المبلغ الذي عادةً ما تضمنه المؤسسة.
فاجأ الإعلان عن انهيار بنك “وادي السيليكون” المستثمرين وأحيا المخاوف حول متانة القطاع المصرفي ككل، خصوصاً مع الارتفاع السريع في أسعار الفائدة الذي يؤدي إلى انخفاض قيمة السندات في محافظهم.
وإغلاق بنك “وادي السيليكون” لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك “واشنطن ميوتشوال” للادخار في عام 2008 فحسب، بل أيضاً يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.