بين الدفاع عن البروتستانتية والتبرؤ من الإسلام.. د.بنكيران: بين الموقفين حقائق يجب الوقوف عليها
هوية بريس – متابعة
عن قسم الملك الجديد لبريطانيا تشارلز الثالث بالدفاع عن البروتستانتية والإنجيل، وتصريح الرئيس التونسي السابق قايد السبسي: “نحن دولة مدنية لا علاقة لها بالإسلام ولا بالقرآن“، كتب د.رشيد بن كيران “بينما تُسوق الثقافة الغربية نفسها بأن الدين والتدين أمر ثانوي في حياتها، وأنه مسألة خاصة، تكشف التصريحات المتتالية لقاداتها والمؤثرين في صناعة الرأي فيها أن الأمر على خلاف ذلك، بل الدين عنصر أساسي في هويتها ويدخل في مفهوم الأمن القومي لديها الذي يجب حمايته”.
وأضاف مدير نعهد غراس للتربية والتكوين وتنمية المهارات في تدوينة له على فيسبوك “ففي خطاب للرئيس بوش الابن أيام رئاسته أعلن أن الحرب التي يخوضها في أفغانستان هي باسم الصليب، وعبّر الرئيس الامريكي الحالي بايدن بعبارة دينية إنجيلية قوية أثناء إلقاء خطاب التنصيب تدل على التشبت أصحاب القرار الرسمي في أمريكا بالدين”، مردفا “وأشارت تصريحات الرئيس الروسي بوتن في غير ما مناسبة إلى حضور الفكر الديني في سياسته ونظره الاستراتيجي..، واليوم نرى ملك انكلترا في صراحة مثالية يقسم على الدفاع عن الإنجيل والمذهب البروتستانتي الذي تتبناه مملكته”.
والقول بأن الغرب العلماني والحداثي يقف من الدين موقفا هامشيا وثانويا، حسب د.بنكيران “أصبح من الخرفات السبع..، كله هذا وغيره مما في معناه نجد في مقابله أن بعض حكام المسلمين يتملصون إما بالتصريح أو التلميح، أو إما بلسان القال أو بلسان الحال من الدين، ويتبنون سياسة تهميش الدين وتقزيمه في الدساتير المؤطرة لسياسة الدولة وفي نفوس الرعية”.
وأوضح د.بنكيران في نفس تدوينته، أنه “من المفارقات العجيبة الغريبة كذلك هو سلوك الحداثويين العرب من هذه الحقائق، فتجدهم يصرخون إلى حد البكاء وإظهار دموع التماسيح عندما يصادفون موقفا لحاكم أو صاحب قرار سياسي يدل على تمسكه بالدين على المستوى الحياة العامة، لكن يختفي صراخهم ذاك وعويلهم أمام تصريحات قادة الغرب المتبنية للدين على أساس مرجعي أو أساسي.. فلا نسمع لهم انتقادا لها”، مردفا “وكأن الحداثوية التي يتبناها هؤلاء العرب لا ترى خصما لها من الفكر الديني سوى الإسلام، وهي ازدواجية في المعايير تشكك في المستوى المعرفي لدى هؤلاء الحداثويين وتطعن في مصداقيتهم، فهم بهذا السلوك المتلون اصطفوا مع الهيمنة الفكرية الغربية لا مع جوهر الحداثة المزعومة، واختاروا أن يكونوا مع أعداء شعوبهم”.
