بين الكلب والحمار وفرعون وعصيد
هوية بريس – محمد بوقنطار
لم نستنكر ولا يجب أن نستنكر إذا عوى كلب، ذلك أن في الاستنكار استدراك على مألوف الغريزة وجبلة العواء، ولربما كان عواء الكلاب على قرفه أجمل وأخف على الأذن من أنكر الأصوات صوت الحمير، وأكيد أن فجاجة هذا الصوت ومقبوحيته أخف وأشرف من خروج فرعون فزعا خائفا على قومه من سعي موسى عليه السلام لتبديل دين الرّعية وإظهار الفساد في أرض مصر..
ما أقرب زمن هذا الخروج وما أشيه تهمته اليوم بما تنتجه بقرة العلمانية الصفراء البغض الفاقع لون بغضائها، خرج علينا الناصح الأمين فزعا خائفا على الناشئة المتعلمة من سطوة المعلم الذي قيل في استعارة تصاهر نبل وظيفته أنه كاد أن يكون رسولا، خرج الناعق على وفق معهود الخروج يشكو في مظلومية من تطرف لغة الضاد واستبداد مادة التربية الإسلامية وفساد مدرسيها وإفسادهم لضرع العلم وزرع المعرفة وقتلهم لروح التقدم ووأدهم لعنفوان الحداثة..
حقد وبغض وبغضاء وتكالب واعتساف نافق ورمي ممجوج وقذف حائف وبهتان زائف، نعتذر للكلب الصادق في عواءه وللحمار المستحيي من نهيقه إن تجرأنا في اعتساف وتجوّز وتسفلنا في المقارنة أو الاستعارة فحاكينا الفطرة بممسوخ الصبغة من ذلك الحقد وهذا البغض وكنا في محاكاتنا من المطففين فاللهم اغفر لنا ما تقدم منا في هذا الدرك وقد علمنا عاقبة ما ينتجه البقر الذي تشابه علينا من روث لم يؤذن لنا أن نتيمم منه إذ لم يكن صعيدا طيبا ولا دخل في مسماه وإنما وقيد تأكله النار في تنور التاريخ، أو صحبة عظم طعام للطرائق القددا أو زبد لطالما ذهب جفاء.
وتلك دوائب العصيان قد غزاها اليقق وذلك الرأس بناصيته الكاذبة الخاطئة قد اشتعل شيبا مؤذنا بقرب الأجل ودنو القدر المحتوم في إصرار بغير توبة ولا تراجع ولا مراجعة “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
لله درك أستاذي…فحتى الكلاب لا تصدر عواءها لتهجم على صاحب البيت وإنما لتحذره من دخول غريب لحمى البيت !! مما يدفعني لأتساءل أ حمى البيت الإسلام أم العلمانية ؟؟