بين حادثتي “فقيه قرية الزميج” المتهم باغتصاب الأطفال.. وإمام مسجد “بنسودة” المتهم بالزنا بامرأة في المسجد
هوية بريس – عابد عبد المنعم
كشفت واقعة “فقيه الزميج”، المتهم باغتصاب 6 فتيات قاصرات، أن كثيرا من المنابر الإعلامية التي تدعي المصداقية والحياد تمارس أبشع ألوان الاصطفاف الأيديولوجي والتزييف للرأي العام.
فالتصريحات التي أدلى بها أهل قرية الإمام تباينت، بين رأي 4 نسوة من أسرة واحدة تتهم الإمام بالجريمة، ورأي أسر كثيرة أخرى تُبرئه من المنسوب إليه.
أضف إلى ذلك أن القضاء لم يقل بعد كلمته، ولم تصدر الجهات الأمنية المختصة بلاغا حول الحادث، ورغم ذلك تدعي المنابر المحرضة ضد الإمام أنه اعترف بجريمته!
أين هو هذا الاعتراف وما هي مصادره وما مدى صحته؟!
كل هذه التفاصيل لا تهم في شيء ما دامت المنابر ذاتها مصرة على الرأي الذي تتبناه وتدافع عنه..
المثير والمضحك أيضا في هذا الموضوع أن من يطالب بدليل اعتراف المتهم، أو انتظار حكم القضاء، يوسم بأنه مدافع عن البيدوفيليا واغتصاب الأطفال وما إلى ذلك.
إن اغتصاب الأطفال جريمة يستحق فاعلها أقسى أنواع العقوبة، سواء تعلق الأمر بفقيه أو غيره، لكن يجب أن نتحرى قبل أن نصدر الأحكام على الناس.
فبالأمس القريب اتهم إمام مسجد “عمر بن الخطاب” بحي “بنسودة” بفاس بالزنا بامرأة داخل المسجد، ولو تذكر المتابعون كيف حرَّضت المنابر ذاتها على الإمام، وأصدرت حكمها عليه قبل القضاء، ليكشف وكيل الملك في وقت لاحق أن الإمام المتهم بريء، وأنه كان ضحية مؤامرة من طرف 4 أشخاص والمرأة المدعية.
لكن هل تراجعت المنابر المذكورة حينها عن ادعاءاتها وبرأت الإمام؟ لا أبدا..
هل خصصت منشورات بنفس العدد لتتحدث عن مستجدات الواقعة؟ بالتأكيد لا..
علاقة بهذا الموضوع وكما في كل محطة نقاش، سعى بعض الفاشلين إلى الركوب على الحدث، واتهام كل الكتاتيب القرآنية بالتطبيع مع اغتصاب الأطفال، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استهداف ممنهج للأئمة والمحفظين والكتاتيب ودور القرآن الكريم.
يبدو أنه كما يوجد مرزتزقة في الحروب يوجد مرتزقة في الفيسبوك واليوتيوب، يسعون للشهرة وجني الأموال بأي شكل من الأشكال، لا تهمهم في سبيل تحقيق هدفهم الدنيء، قيمٌ ولا أخلاقٌ ولا شرفٌ، المهم بل الأهم الأورو والدولار، وما بعده الدمار.
ولئن كانت هناك هيئات تطالب بإيقاف السفاهة والتفاهة و”روتيني اليومي” وما شابه.. فهناك سفاهة أخطر يمارسها متطفلون على المجال العلمي والفكري والإعلامي.