بين وعي كتالونيا وخضوع الصويرة.. مفارقة الضمير في زمن التطبيع

هوية بريس – متابعات
في مقال جديد حمل عنوان “في يقظة الضمير الإنساني والسبات العربي”، شبّه الكاتب والحقوقي المغربي أحمد ويحمان ما جرى في البرلمان الكتالوني من إدانة رسمية للصهيونية باعتبارها شكلاً من أشكال العنصرية، بما يجري في بعض المدن المغربية من تطبيعٍ فاضحٍ مع رموز الكيان الصهيوني، على رأسها ما وصفه بـ”مستوطنة الصويرة” التي ترعاها جهات رسمية نافذة.
🔹 برلمان كتالونيا.. حين يصحو الضمير الإنساني
استهلّ ويحمان مقاله بالقول إنه تلقّى مقطعًا يوثّق مناقشات برلمانيي كتالونيا قبل التصويت على القرار رقم 341/XV، الذي أدان الصهيونية وعدّها شكلاً من أشكال العنصرية، مذكّرًا بقرار الأمم المتحدة لسنة 1975 الذي سُحب في زمن “أوسلو الرديء”.
وأضاف:
“حين يصحو الضمير الإنساني لا يحتاج إلى وسام ولا إلى صفقة قرن، يكفي أن يرى طفلًا يُنتشل من الركام أو يسمع أنين أمٍّ فقدت أبناءها ليقف في وجه الجلاد بلا تردّد”.
وأشار إلى أن القرار الكتالوني يعيد الاعتبار للعدالة الأخلاقية، في مقابل صمتٍ رسمي عربي يراوح بين التواطؤ واللامبالاة.
🔹 من برشلونة إلى الصويرة.. مفارقة الأخلاق والسياسة
ينتقل الكاتب من المشهد البرلماني الأوروبي إلى المشهد المغربي المحلي، مستحضرًا كلمة الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع عزيز هناوي الذي وصف مدينة الصويرة بـ”المستوطنة” نظراً لحجم النفوذ الصهيوني فيها تحت رعاية المستشار الملكي أندري أزولاي.
ويرى ويحمان أن المفارقة صارخة بين كتالونيا التي تجرّم الصهيونية، وبين الصويرة التي يُرفع فيها الدعاء لجيش الاحتلال الإسرائيلي بالنصر خلال احتفالات ما يُسمى بـ”الهيلولة”، بحضور مسؤولين مغاربة رسميين.
🔹 الضمير الغربي ينتفض.. والعربي يغطّ في سباته
يُذكّر الكاتب بأن مدنًا أوروبية كبرى — من برشلونة إلى لندن، ومن نيويورك إلى روما — شهدت ملايين المتظاهرين تضامنًا مع غزة، وصلت حدّ الإضراب العام في إيطاليا دعمًا للمقاومة ورفضًا للإبادة الجماعية.
وفي المقابل، كتب ويحمان بمرارة:
“في العالم العربي، حيث الحكام لا يستيقظون إلا على صفقة أو وسام، يُستقبل مجرم الحرب ترامب كـ‘بطل للسلام‘، ويُفرش له السجاد الأحمر، بينما يُدعى لوزراء الاحتلال بالنصر في حفلات رسمية!”
ويشير إلى حادثة حضور وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس احتفالًا دينيًا في الرباط أثناء العدوان على غزة، واصفًا المشهد بأنه “منتهى المسخ السياسي والأخلاقي”.
🔹 من كتالونيا إلى غزة.. العدالة تتقدّم
يرى ويحمان أن العالم يشهد اليوم عودة الوعي الإنساني من بوابة العدالة الدولية، مستدلًا على ذلك بتأسيس “المجموعة القانونية العربية لملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة”، التي أعلنت عن نفسها رسميًا في عدة عواصم عربية لمساندة جهود المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغالانت وآخرين.
وقال الكاتب:
“هذه المبادرة القانونية تمثل خطوة متقدمة على طريق المقاومة الحقوقية، وتؤكد أن مواجهة الكيان الغاصب لا تكون فقط بالبندقية، بل أيضًا بسلاح القانون والضمير.”
🔹 آخر الكلام: الضمير لا ينتظر إذنًا من أحد
يختم أحمد ويحمان مقاله قائلاً:“ الضمير الإنساني، حين يصحو، لا يحتاج إذنًا من أحد، أما الضمير العربي فما زال ينتظر معجزة كي يستيقظ، لأن بعض الحكام يرون في الصهيونية صمام أمان لبقائهم في الكراسي”.
ويضيف بلهجة حاسمة:“ غزة تكتب اليوم بدم أطفالها شهادة ميلاد عالم جديد، لن يكون فيه مكان للجلادين، ولا لمن يفرشون لهم السجاد الأحمر”.



