إذا رمت التربية -تربية الروح؛ فهي الجوهر والمركز والمعتمد عليه- أو كانت نفسك تخالجك بالارتواء وشفاء العليل فعليك بحضور مجالسه، والاستماع لحديثه؛ فهو الوالد الحنون، والأستاذ المربي، والشيخ المتواضع؛ تعلوه ابتسامة لا تفارقه تبعث على الانشراح والارتياح اتجاهه؛ فتجدك تحادثه وتصغي إليه، وتقبل عليه بدون إحساس منك وكأنك تعرفه منذ مدة طويلة فإذا هي مدة يسيرة قد لا تعدو دقائق..
– قد تسألي من هذا يا ترى؟؟
– فأقول لك: هو هو..
– من هذا “الهو” فما عرفناك تتحدث بالإيماءات؟؟
– نعم إنه أستاذنا وحبيبنا ووالدنا المربي الدكتور محمد الصبحي -حفظه الله ورعاه-؛ يعرفه من ولج إلى المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بأسفي بخصاله الحميدة، وأخلاقه الرفيعة، وتوجيهاته القيمة، وملاحظاته النيرة، وتشجيعاته الطيبة لطلبته هناك؛ كالنخلة الشامخة تعطي بلا حدود، وكالنجم عندما يلوح في السماء ببراقه لا يخفت عنا لحظة واحدة من جرابه، دائما ما أترقب إضاءته بقلب ولهان؛ وأسعد -والله- بلمعان معينه في سمائي كل لحظة من لحظات التتلمذ بين يديه..
لا تلمني -يا صاح- مما أنسجه؛ فأكف المكرمات، والنصائح الغوالي -التي أخذناها من فضيلته- ما زالت سحابتها تمر بين ناظري لنسقيها في أرض المنبت والمزرع لتخضر وتينع الأزهار؛ فإنها والله أمانة تقلدناها وخزي وندامة يوم اللقاء -إلا لمن أخذها بحقها-.
– فهل يا ترى ما زلت تنقم علي بيت الثناء والقصيد هذا..؟
– فإن كنت وما زلت فخذ هذه والزم قدرك يا هذا..
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النمل في جحرها وحتى الحوت في جوف البحر ليصلون على معلم الناس الخير“.
ويقول الشاعر:
أقـدم أستاذي عـلى نـفـس والـدي***وإن نالني من والدي الفضل والشرف
فذاك مربي الروح والروح جوهر***وهذا مربي الجسم والجسم كالصدف
وأستاذنا المربي -الصبحي نحسبه منهم- نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً، فجزاك عنا أفضل ما جزى العاملين المخلصين، وبارك الله لك وأسعدك أينما حطت بك الرحال.