دراسة صادمة تكشف الجانب المظلم لـ140 دواءً

19 نوفمبر 2025 19:48
أدوية

هوية بريس – متابعات

كشف علماء من جامعة ستانفورد الأميركية أن أكثر من 140 نوعًا من الأدوية يمكن أن تُحدث تغييرات عميقة في ميكروبيوم الأمعاء، ما قد يرفع بشكل ملحوظ خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.


أدوية شائعة تُدمّر التوازن البكتيري

الدراسة أوضحت أن التأثير لا يقتصر على المضادات الحيوية فحسب، بل يشمل:

  • 51 مضادًا حيويًا

  • أدوية العلاج الكيميائي

  • مضادات الفطريات

  • مضادات الذهان المستعملة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب والفصام

هذه الفئة من الأدوية قادرة — حسب الباحثين — على القضاء على مجموعات كاملة من البكتيريا النافعة داخل الأمعاء، بما يسمح للسلالات الضارة والمقاومة للدواء بالسيطرة.

“مائدة غذاء جديدة” للسلالات الخطيرة

الفريق العلمي أوضح أن التأثير يتجاوز قتل البكتيريا الجيدة، إذ يؤدي إلى تغيير البيئة الغذائية داخل الأمعاء.

فعندما تختفي السلالات الأضعف، تظل السكريات والأحماض الأمينية التي كانت تعتمد عليها، ما يمنح السلالات الضارة “وليمة مفتوحة” تساعدها على النمو بسرعة أكبر.

الدكتور كيه سي هوانغ قال إن فهم طريقة تنافس الميكروبات على الغذاء يفتح الباب لتفسير الآثار الجانبية الخطيرة لبعض الأدوية، ويساعد على التنبؤ بكيفية تغيّر المجتمع البكتيري بعد كل علاج.

707 أدوية تحت المجهر

لفحص التأثير بدقة، أنشأ العلماء نموذجًا حيوانيًا يحمل ميكروبيومًا بشريًا كاملًا داخل فأر خالٍ من الجراثيم.

بعد ذلك، أخضعوا المجتمع البكتيري لـ707 دواءً مختلفًا، ورصدوا:

  • عدد السلالات التي تبقى على قيد الحياة

  • العناصر الغذائية المتبقية بعد موت بعضها

  • شكل المجتمع الميكروبي بعد كل علاج

مثال لافت: بكتيريا مفيدة تنهار بعد اختفاء “المزوّد”

وجد الباحثون أن نوعين من البكتيريا المفيدة استطاعا النجاة عندما أضيف الهيم (مركب غني بالحديد) في التجارب المخبرية.

لكن داخل الأمعاء الطبيعية، كانا يعتمدان على بكتيريا أخرى لإنتاج الهيم.

وعندما قتلت مضادات الفطريات تلك البكتيريا المزوّدة، فقدت الأنواع المفيدة غذاءها فباتت ضعيفة أمام الدواء الذي كانت تقاومه سابقًا، بينما ازدهرت السلالات الضارة.

نتيجة خطيرة: ضرر دائم يقود إلى السرطان

الدراسة خلصت إلى أن التدمير الناتج عن 141 دواءً كان دائمًا تقريبًا، إذ لم يستطع الميكروبيوم استعادة حالته الأصلية حتى بعد إزالة الدواء.

ويؤدي هذا الخلل المزمن إلى:

  • التهاب مستمر في الأمعاء

  • تلف الحمض النووي لخلايا القولون

  • إضعاف الحاجز المخاطي

  • تسرّب السموم

  • مستوى أعلى من تكوّن الأورام

كما أن بعض السلالات الضارة — خاصة تلك التي تنتج مركّب الكوليبكتين — قد تُحدث طفرات تزيد احتمالات تطور السرطان.

ويأتي ذلك في ظل تحذيرات متصاعدة من انتشار السلالات المقاومة للمضادات الحيوية، المعروفة بـ“البكتيريا الخارقة”.

خطوة نحو العلاج الوقائي

الفريق العلمي يأمل أن يساهم هذا الاكتشاف في ابتكار طرق جديدة لحماية ميكروبيوم الأمعاء عبر:

  • اختيار أدوية أقل تأثيرًا على البكتيريا النافعة

  • تعديل الأنظمة الغذائية خلال العلاج

  • دعم الميكروبيوم بـالبروبيوتيك أو مكملات مناسبة

وذلك بهدف الحفاظ على توازن ميكروبي صحي يقلل المخاطر بعيدة المدى.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة