“تازة قبل غزة”.. شعار الخونة الغرقديين

07 مايو 2025 19:08

هوية بريس – إبراهيم الطالب

الذين كتبوا بحبر الذل والانبطاح شعار: “تازة قبل غزة”، هل يقصدون، بـ”قبل”  المضافة إلى غزة، معنى أن تازة أهم من غزة؟

فإن كان ذلك فبأي معيار؟؟

وعند مَن يمكن أن يكون هذا التفاضل في الأهمية؟؟

للأسف بعض الأنام الذين هم بنص القرآن أضل من الأنعام، -لتعطيلهم أدوات العلم، أو لاستعمالهم لها قصدا في الشر والباطل-، لا يدركون أن تازة خُلقت من نفس جينات غزة، بل لو نطق حجر تازة لتمنى أن يكون له الشرف فيُنقل إلى غزة، ليشارك في بطولات الأشاوس التي تُذكِّره ببطولات مجاهدي تازة، أمثال: محمد العجوري التاغيلاستي والحاج مسعود بوقلة رحمهما الله، اللذَين قادا معركة “بين الصفوف” إبان انتفاضة المغاربة على إرهاب الفرنسيين المتصهينين، تلك الانتفاضة التي كانت موجة من أمواج طوفان الرباط، الذي انطلق في 20 غشت المجيد.

فمعركة “بين الصفوف” كان مسرحها إقليم تازة وبالضبط في منطقة العزة التي أطلقت عليها صحافة الاحتلال آنذاك اسم: “مثلث الموت”Triangle de La mort ”  أي مثلث “أكنول – تيزي وسلي – بورد”.

فما الفرق إذن بين تازة وغزة؟

إنه كالفرق بين الإنسان التازي والغزاوي، تقريبا لا شيء يذكر، فهما عقيدةَ وعِرقا، ودما ولحما، وفِكرا وتاريخا، وآمالا وطموحا، ومصيرا وقبلة، ونبيا وربًّا، متحدان متجانسان، عنصران مندمجان، لا فرق بينهما ولا يفرق بينهما إلا خائن يسوؤه تاريخ تازة العظيم، وتغيظه بطولات غزة المجيدة.

وهذه هي حال أولئك الخونة من حاملي شعار الخزي الذين يخذلون قومهم خدمة لعدوهم، “ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض”، فاستحقوا كأسلافهم حكم الله الذي لا استئناف له وحُكمه كله عدل، إذ قال فيهم: “أولئك هم الخاسرون”.

لو سأل هؤلاء الخونةُ جبال تازة عن جَنبات غزة، هل تحبين أن تسبقيها في الأهمية والترتيب؟

لقالت: “لا أبدا، وألف لا!

وكيف أقبل التفاضل وأنا أعتقد اعتقادا جازما أن مقاطعات غزة شقيقاتي، يضرني ما يضرهن، ويؤلمني ما يؤلمهمن، وعدوهن عدوي، وأحبابهن أحبابي”.

ولو سأل الخونة الجبال والشجر في تازة، نفس السؤال، لقالت الجبال:

“أسأل الله أن أتفتت بين يدي الأبطال، لأكون سلاحا لهم في أرض العزة أدافع عن ديني وإخوتي.

ولصاحت الأشجار في الوجوه الصفيقة مزمجرة: “ويلكم أيها الخونة! وهل يُسأل الأحرار عن نجدة إخوانهم ومؤازرتهم في أي مكان كانوا، فكيف وهم يدافعون عن الأقصى والمسرى الشريف أولى القبلتين؟”.

ولزادت: “إني لأرجو من الله أن أقطَّع وأصبح أقلاما بين أيدي أطفال غزة يخطون بي في ألواحهم آيات الإسراء و”وعد الآخرة” و”ليسوءوا وجوهكم” “وليدخلوا المسجد كما دخلوه أو مرة”.

إني أرجو أن أكون سلاحا يُرمى في وجوه الظالمين الذين ينتمي إليهم ناحتو عبارة “كلنا إسرائيليون”، كما رمى أبو إبراهيم عصاه لما خانه العربان سود الوجوه كسواد الغربان؛ وهل هناك شرف بلغته بنات الأشجار أفضل وأسمى من شرف عصى السنوار؟

يتوكأ عليَّ الأماجد، أو يُكتب بفروعي في أسفار التاريخ معاني العز الخالد، بحبر مخلوط بدم الكرامة، حتى أشهد يوم تشهد الأرض والسماء على بطولات رجال باعوا دنياهم وأبوا أن يتخلفوا مع القواعد.

هكذا حدثتني جبال تازة وأشجارها.

وهذا ما لا يفهمه الخائنون لأمتهم، ولا يؤمنون به، فحتى الشجر والحجر سيقول يوما: “كلنا فلسطينيون”، وستصيح الشجرة وهي تنادي على الغزاوي يا عبد الله هذا صهيوني ورائي تعالى فا قـ….ـه! إلا نوعا واحدا من الشجر سيقول: “كلنا إسرائليون”، وهو شجر الغرقد، ولقد قيل إن الغاصبين منذ مدة يغرسونه في أرض الملاحم، كما يغرسون بيننا أذنابهم الغرقديين.

فانتظروا يا أيها الغرقديون!

فحتى إن لم تكونوا تؤمنون بهذه النبوءة فإن مَن تنصرونهم يؤمنون إيمانا جازما بها وبمعركة هرمجدون، وما البقرات الحمراوات إلا مقدمة عندهم لفصول معاركهم الأخيرة مع المسلمين.

لذا، فليعلم الجميع، أن كل من يجرؤ على رفع شعار: “تازة قبل غزة” هو عند الشرفاء مُنْتَمٍ إلى فصيل الغرقديين الخونة، فلا حق لمن ينتمي إلى هذا الفصيل في المجد والإباء والفخار، بل له الخزي والعار والاحتقار.

وكيف لا، والمغاربة الأحرار يعتبرون أن الغزاويين ينوبون عنهم هناك، “يدافعون” عن أرض هي في ملك أهل تازة: هي أرض الأقصى والمسرى وأوقاف المغاربة، “يبذلون” المهج ويقتلون في سبيل الدفاع عن الدين والإيمان والمقدس، المشترك بين أهل تازة وأهل غزة، فالأحرار لا يعيشون مطمئنين فرحين على أرض يتحكم فيها أعداؤهم، ولا يُفرقون بينهم وبين إخوانهم المسلمين مهما نأت الديار وبعدت المنازل.

إن “نحن” الدالة على الفاعل في أفعال العز مثل “ندافع” و”ونبذل” و”نقاوم” تشمل المسلمين جميعا، إلا الخونة الغرقديين الذين يقفون مع العدو، فهم لهم “نحن” أخرى مستترة في أفعال الخزي مثل؛ “نخون”، “نطبع”، “نتواطؤ”.

فبهذا يتبين أن مناورة “تازة قبل غزة” محاولةٌ دنيئة لنزع الشهامة من أهل تازة وجعلهم خونة غرقديين، فليس هناك مسلم مهما نقص إيمانه وضعف وعيه، يسمح لنفسه أن يتنكر لأهل غزة، أو أن يرفض الدفاع عن إخوانه وبنيه من اليتامى والأرامل والجرحى من الأطفال والنساء والعجزة المحاصرين المجوعين في بلاد العزة أرض المسرى.

وتبا لحدود وضعها العدوَّان سايس وبيكو، ليُقَطِّعوا بها رحِمَ الإسلام، فانصاع لها قوم ما عرفوا معنى الرحم، ولا ذاقوا معنى الإسلام، وقد صدق على بعض مَن تولى أمر المسلمين ظنُّ “سايس وبيكو”، حيث نرى اليوم أهلنا في أرض العزة تحاصرهم حدود الأردن ومصر، وتقطع أرحامهم، وربنا يقول في سورة “القتال” مخاطبا المسلمين والقائمين على أمرهم:

“فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم، أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها”. سورة الأنفال.

فتازة المجاهدة التي تربَّت في حضن المجاهدين، وارتوت بدماء الشهداء تأبى أن تكون لأبنائها الغزاويين من الخائنين، أو أن تقطع رحمها معهم.

وفي الأخير أجزم أن رافعي شعار الخزي: “تازة قبل غزة”، لا يعرفون ما سبق من المعاني السامية، وذلك لتدني مستواهم ودناءة أخلاقهم، حالهم هذه تجعلهم لا يفرقون بين “قبل” و”بعد”، فقد توقف الزمن لديهم، لأنهم باعوا أعمارهم لخنَّاس صهيون، بل باعوا له كل شيء حيٍّ فيهم، وأول شيء باعوه انتماؤهم لمغرب الشرفاء الأدارسة والسعديين والعلويين، فبلاد الشرف، تَسقُط جنسيتُها عن كل مَن فَقَد الشرف، ليُصبح عندها مُسجلا في قائمة الغرقديين.

والغرقديون كثير، لكنهم في كل الأرض خونة لا قضية لهم سوى الغدر والنفاق.

وليبق شعار الأحرار مرفوعا على الدوام:

“عاش أهل الأنفاق والإنفاق حتى ينبلج صبح النصر والانعتاق”.

وحياكِ الله يا تازة، ورحم الله شهداءك الأبرار يا غزة.

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة