تجاوز خطوط حمراء وإلغاء خطوط خضراء

09 يناير 2025 19:48

هوية بريس – يونس فنيش

“الولاية الشرعية للمرأة” كلام فاضي لأنه يعني أن المرأة ستصبح رئيسة الأسرة بدل الرجل و بالتالي لا منطق في استمرار الرجل بالتقيد بواجب النفقة على بيت الزوجية. و أما “الولاية المشتركة” المقترحة في “مشروع قانون وهبي” فتعني منطقيا أن واجب النفقة على بيت الزوجية يجب أن يكون مشتركا بالتساوي، و بالتالي فهذا يمنع الزواج على العاطلة عن العمل إلى أن تجد الحكومة لها عملا قارا، بالإضافة طبعا إلى استحالة الزواج بالنسبة للرجل العاطل عن العمل؛ و بما أن الزواج حق ثابت فمسؤولية الحكومة ستكون مضاعفة، و ثابتة أيضا، و ستكون في وضعية صعبة جدا في وقت يدلي فيها برلماني مغربي اسمه عبد الله بوانو بمعلومات حول تسيير و تدبير أمور الناس من طرف الحكومة، و يتهم رئيسها ب” تضارب المصالح في شأن الفوز بصفقة تحلية المياه و في نفس الوقت الإستفادة من دعم مالي كبير من الدولة، إضافة إلى انتقادات أخرى في مجال الفلاحة و استيراد الأغنام و لحوم الأبقار، و قضايا الغاز السائل و الوقود”، إلى آخره…

قانون الأسرة هو أول و أهم قانون يهم المجتمع قبل كل القوانين الموضوعة بكل أشكالها و أنواعها، و الدليل القاطع الساطع هو أن القرآن الكريم لم يفصل لا في الصلاة و لا في الزكاة و لا في الحج، و السنة النبوية الشريفة هي التي أتت بالبيان و التبيان في ما يتعلق بهذه الأركان، في حين أن القرآن الكريم طرح موضوع الأسرة من ألفه إلى يائه و بشكل دقيق لا يحتاج إلى تأويل، فكيف إذا لمشروع قانون “مدونة وهبي” أن يتجاوز الخطوط الحمراء كلها و أن يلغي عددا من الخطوط الخضراء في مشروع قانونه…؟

إن مجموعة مشاريع “قوانين وهبي” في ما يتعلق بالأسرة و القانون الجنائي أيضا لا تتناسب مع مصلحة المجتمع الذي يعاني أصلا من ارتفاع نسبة البطالة، فتلك قوانين إن تمت المصادقة عليها ستجعل عداد تسجيل نسبة البطالة الحقيقي في ارتفاع متسارع مخيف، و هو العداد الذي يعد منبها وفيا للحالة الإقتصادية العامة، فربات البيوت لا يحتسبن كعاطلات عن العمل داخل المجتمع لأن مواردهن في العيش مضمونة في بيت الزوجية بأجور أو مداخيل أزواجهن، فكيف سيكون الحال لما سيصبحن ملزمات بإيجاد وظيفة إن أردن أن يهتم بهن الرجال من أجل مشروع زواج سليم، علما أن فرص الشغل في تناقص حاد مستمر…؟

و الخلاصة أن “مشاريع قوانين وهبي”، إجمالا، غير موفقة لأنها لا تتناسب مع أسس المجتمع المغربي و إرادته و طموحاته، و لا تعالج مشاكله بل تزيدها تعقيدا كما أنها تدخل الأسرة المغربية في متاهات لا نهاية لها إلا من تدهور أكيد مضمون مأكد. و الله أعلم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M