تجديد الموقف الأمريكي من مغربية الصحراء في الولاية الثانية لترامب

10 أبريل 2025 20:52

هوية بريس – إدريس الكنبوري

تجديد الموقف الأمريكي من مغربية الصحراء في الولاية الثانية لترامب له بعد مختلف عنه في الموقف نفسه خلال ولايته الأولى. في الولاية السابقة لم تكن أمريكا قد اتخذت المسار الحالي على الصعيد العالمي.

اليوم تحاول أمريكا بناء عالم جديد بعد مرحلة المخاض التي استمرت منذ نهاية الحرب الباردة، وبدأت تقطع علاقتها مع أوروبا، وهي العلاقة الموروثة عما بعد الحرب العالمية الثانية ووجود الاتحاد السوفياتي، حيث كانت أمريكا تسير جنبا إلى جنب مع أوروبا، أما اليوم فهي تسعى إلى التخلص من كلفة التحالف معها وبناء نظام دولي جديد تكون فيه روسيا شريكة بدل أن تكون عدوا كما تريد أوروبا.

السؤال هو: هل تريد أمريكا محو الإرث الأوروبي والفرنسي خاصة في العالم؟ قضية الصحراء جزء من هذا الإرث، فهي إرث الاستعمار الفرنسي لشمال إفريقيا. فقد صنعت فرنسا هذا النزاع وفوضت الأمر للجزائر التي كانت صنعتها بغرض إضعاف المغرب، وجعلتها جزءا من السياسة الجزائرية لا السياسة الفرنسية. ذلك أن قضية الصحراء ضاربة الجذور في المشروع الاستعماري الأوروبي تجاه المغرب تعود إلى حقبة الحروب الصليبية، فقد اقتطعت البرتغال مدينة سبتة من المغرب في أوج الحروب الصليبية، واقتطعت إسبانيا مدينة مليلية مباشرة بعد سقوط غرناطة كتتويج للحروب الصليبية، ثم اقتطعت فرنسا الصحراء في القرن العشرين، لأن المغرب بوابة على المتوسط تطل على أوروبا المسيحية، وليس من مصلحتها أن يبقى دولة كبرى قوية كما كان.

لكن هل تستطيع أمريكا قلب هذه المعادلة التاريخية؟ ربما يبدو أنها لم تعد تهتم بالدوافع الأوروبية وتريد أن يصبح المغرب دولة قطبا في جنوب المتوسط على مشارف أوروبا، لأن سياسات أمريكا اليوم لم تعد تضع الهواجس الأمنية الأوروبية في الاعتبار، وموقفها من أوكرانيا واضح، وقضية الصحراء جزء من الهواجس الأمنية لأوروبا أما الجزائر فليست في هذه المعادلة سوى قطعة غيار، وإن كانت صدقت اللعبة وأصبحت تعتقد أنها جزء من الدار.

أمريكا تتصرف كدولة كبرى محمية وراء الأطلسي، وليست لها حدود تخشاها مثل أوروبا، ولذلك من الممكن أن تتخذ موقفا حاسما في نزاع الصحراء من منطلق مصالحها لا من منطلق المصالح الأوروبية.

الخلاصة أن فك الارتباط بين أوروبا وأمريكا مهم جدا لنا وللعالم، فمقارنة بينهما فإن أوروبا تسكنها العقيدة الصليبية، بينما أمريكا تسكنها عقيدة المصالح، فهي دولة يحكمها الرأسمال لا العقيدة بالرغم من أن المجتمع الأمريكي هو الأكثر تدينا وبالرغم من هيمنة المسيحية الصهيووونية، لكن المصالح عندها أهم من العقيدة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°
18°
السبت
17°
أحد
18°
الإثنين
18°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M