تحذير الفقهاء.. من تحكيم السفهاء في إفساد دين المغاربة وأعراضهم وأموالهم

06 أبريل 2024 01:32

هوية بريس – متابعة

الحمد لله الحكَم العدل القاهر والصلاة والسلام على رسوله المبعوث بالدين المحكم الطاهر
وعلى آله وصحبه الغُر الميامين القامعين لكل منافق وكافر.
أما بعد.
فإن توكيل الجهال أعداءِ الإسلام للحكم في شريعة المسلمين وأعراضهم ودمائهم وأموالهم:
– هدمٌ للشريعة من أساسها
– ونقض للدولة من أركانها
– وإخلال بقوتها ووحدة شعبها؛ فإن الأمة لا تسامح من اعتدى على دينها.
فلا الإسلام سينهدم ، ولا الدولة ستبقى.
– فليهب رجال الدولة الصادقون: وزراء وعمال ومخبرون وقضاة وعدول ومحامون لنجدة دولتهم وإنقاذ أمتهم
– وليهب رجال العلم والفقه لأداء فريضة العلم
– بتعليم الناس أحكام العبادات و المعاملات سواءً
في المساجد والأندية والإعلام،
وختم كتب الفقه والحديث والعقيدة والتفسير
– وبإنكار المنكر وتوهينه، وتعريف المعروف وتزيينه.
– وإياكم والتخاذلَ في موقع تنتهك فيه حرمات الله، وتغير حدوده، وتطمس معالمه
– فإنما هو فتنة لكم واختبار: آللهَ تعبدون ووجهَه تريدون؟
أم للدنيا تعملون؟

– والعجب من طالب علم!!!
هيأ الله المسجدَ هو إمامُه،
والناس إليه وافدون
لا يختم كتب العلم ولا ينشرها!!
ولو درسا واحداً في ثلث ساعة عند أذان العشاء
فيختم ابن عاشر وأتبعه بالرسالة والأربعين ورياض الصالحين والموطإ
لكل شرح من شروحه ختمة
لعلك تجد لك عند ربك عذراً يوم الدين!!!
إذا تَمرّد فيكمْ مَنْ به سَفَهٌ.
طِبُّوه قبل فُشُوِّ الطيش في البلَدِ
وأعلنوا الحق وأرسوا له علَما
ليَنزوي الباطل فهو إلى الخَمَدِ

وفي هذه المقالات السبع بعض البيان
– بأن الله قد أكمل الدين
– وأن النبي قد بلغ البلاغ المبين
– وأن ذلك محفوظ لا تغيير فيه ولا تبديل
– وأن السعي في تغييره: سعي لإخراب البلاد وإفساد نظام العباد وهدمٌ للدول واستعجال لبلاء الله العزيز القدير
– وذلك لا يضر الله ودينه شيئاً
زعَمتْ سخينةُ أنْ ستغلب ربَّها
وليُغْـلَـبنَّ مُغالِبُ الغَلّاب

(1)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

– فلله الحمد على صفاته الكاملة وأفعاله الفاضلة العادلة، فهو تعالى: الرحيم في خلقه وفي شرعه، فما شرعه الرحمةُ وكل شيء خالف شرعه العذاب.
– فالسفهاء المغيرون أحكام الله في الإرث والولاية وغيرها:إنما هم أعداء البشر الساعون لمنع رحمة الله عن الناس،وهم أعداء أمير المؤمنين وشعبه ودولته {والكافرون هم الظالمون}.
– ولله العلم التام بكل شيء، والناس لا يعلمون إلا ما علمهم الله {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} فمن شرع غير ما شرع الله فبالجهل حكم {أحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن الله حكما لقوم يوقنون}.
– وعلى رسول الله الصلاة: أي الخيرات والبركات تشمله في نفسه وقوله وفعله وفي المتبعين لشريعته { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم}.
{ وإنك لعلى خلق عظيم }؛
فكل شريعته هدى وخير وبركة ، فأعداء هذا النبي أخطر من الوباء وشر من الموت.
– وعلى هذا النبي الكريم السلام؛ لسلامة كل ما جاء به من الخطإ والحرج فهو الرحمة المهداة من الله لعباده وهو نبي المرحمة ؛ يرحم الناس بسببه بعضهم بعضا {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
– والسلام على من والى هذا النبي واتبعه ونصره؛ لأنهم وحدهم المستنيرون بأضواء النبوة والهدى،كُلٌّ على قدر إيمانه بهذا النبي الأوحد في العالم، الباقية شريعته لم يتغير منها شيء {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وكل العالم سواهم ضالون غاوون. فقد الله سَبَّحَ نَفْسَهُ عَمَّا يَصِفُهُ الْمُفْتَرُونَ الْمُشْرِكُونَ وَسَلَّمَ عَلَى الْمُرْسَلِينَ لِسَلَامَةِ مَا قَالُوهُ مِنْ الْإِفْكِ وَالشِّرْكِ وَحَمِدَ نَفْسَهُ؛ إذْ هُوَ سُبْحَانَهُ الْمُسْتَحِقُّ لِلْحَمْدِ بِمَا لَهُ مِنْ الْأَسْمَاءِ.
«مجلس فقهاء المغرب».

(2)

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، نحمده حمدا ينفعنا يوم نلقاه.
والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن اتبع أثره واقتفاه.
أما بعد:
– فإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء عليهم السلام لم يورثوا دينار ولا درهما -أي حظا من الدنيا- وإنما ورثوا العلم حِكَما وأحكاما، شريعة ومنهاجا
– فمن أخذ بهذا الحظ العظيم أخذ بأسباب النجاة، ومن حاد عن طريق الأنبياء والصلحاء وترك ما ورثوه من النور المبين حاد عن المعين المُحيي وعن الطريق الموصل.
– ثم إنهم قبل كونهم ورثةً للأنبياء، فهم الذين يعقلون عن الله ويفهّمون خطابه للناس {وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلَّا ٱلْعَٰلِمُونَ}
– ومن هنا صح توقيعهم عن رب العالمين في تبليغ الأحكام بل وفي الاجتهاد فيما استجد أو طرأ من الأحداث،
و{ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ}
– ولذا كانت مشورتهم مقدمة على مشورة غيرهم، ورأيهم معتبرا حكيما وقد قيل:
إذا كنت في حاجة مُرسلا***فأرسل حكيما ولا توصِهِ
– وأهل العلم أهل الحكمة والرشد فإذا كنت مستشيرا فاستشر أهل الفضل والسداد، أهل العلم والرشاد،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه رضوان الله عليهم، وهم خِرِّيجو مدرسته المباركة وفيهم الفقيه والفرَضي والقارئ والحافظ…،
بل إن رب العالمين أمره بذلك في غير ما قَطع به الوحي الحكيم فقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ} آل عمران(159)،
ووصف الله المستشارين في سورة الشورى فقال:
{وَٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ}(38)،
فأول وِسام لهم أنهم استجابوا لأمر الله،
– فلا بد من المشورة، نعم ولكن لا بد من اختيار المستشار،
ويدل لهذا أثر ميمون بن مهران أن أبا بكر رضي الله عنه:
“كان إذا ورد عليه الأمر ولم يجده في الوحيين دعا رؤوس المسلمين وعلماءهم واستشارهم” وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما:
“كان القراء-يعني أهل العلم- أصحاب مشورة عمر كهولا كانوا أو شبانا”
وأمثلة هذا كثيرة لا تعد، ثم إن الأصولين حينما تكلموا عن الإجماع المعتبر قالوا عنه:
“هو اتفاق علماء العصر على حكم الحادثة”
فلا يعتبرون العوام في عقد الإجماع، فكيف يعتبرون من انسلخ عن الإسلام في الإجماع؟؟
– أو بعد هذا يسند الأمر -الذي لو طرأ على عمر رضي الله عنه وأرضاه جمع له أهل بدر كما كان يقول أبو الحسن الأزدي- لغير أهله ويبعد العلماء،
وليته كان من المستجدات بل هو من القطعيات المسلمات عند أهل الملة والدين،
هذا وإن العلماء باب منيع أمام أهل الزيغ والتمييع، وإبعادهم خطر محدق، ونار تحرق،
“وإذا أسند الأمر لغير أهله فانتظر الساعة”،
والله المستعان.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
«مجلس فقهاء المغرب».

«الله أكبر والخلائق أضعف» (3)

الحمد لله رب العالمين، له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون،
تعالى جده وتبارك اسمه، {نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا}، {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}، {ذلكم الله ربكم} {الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك}
لايبلغ كُنْه صفته الواصفون ولا يحيط بأمره المتفكرون، وأنَّى لعبد متصف بكل صفات النقص أن يحيط بأمر مَن له الأسماء الحسنى والصفات العلى وأحاط بكل شيء علما!!!
وجِماع الأمر: أن يعرف العبد ربه ويعرف نفسه.
فمن عرف ربه وما يستحقه من العبادة والحمد والشكر لم يستكثر ولم يمنُن مهما آتى من الطاعات،
ومن عرف حقارةَ نفسه ونقصانَ كل ما يكون منه استحيىٰ من مولاه،
هذا وهو مقبل على طاعة ربه، فكيف بمن هو مقبل على معصية، بل على ما فيه تجرُّؤٌ على رب الأرباب؛
يخوض في أحكامه التي أحكمها في كتاب سماه فُرقانا، يفَرق فيه بين الحق والباطل، وجعله للعالمين كلِّهم نذيرا، لا لقوم دون قوم أو زمن دون زمن. ووصف نفسه بأنه خلق كلَّ شيء فقدّره تقديرا؛ حتى لا يتوهم زنديق وجود خلل أو سهو في شرعه. قدم فقال {أحسن كل شيء خلقه} ثم أعقب فقال { وبدأ خلق الإنسان من طين} فخلْقه من الطين خلْق حسن، ومن استقبحه طرد من رحمة الله، {قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين} وأسند الأمر للذي خلق الأشياء { ألا له الخلق والأمر } وامره وشرعه كله حسن، فمن استقبحه وفضل عليه غيره فهو مطرود ملعون،وأنى للعبد الذليل أن يستدرك على أحكام رب العالمين، وهو: لم يخلق ولا اتّكل في ذلك على خالق.
وإنما اتخذ من دون الله آلهة {لايخلقون شيئا وهم يخلقون} ولا يملكون لأنفسهم -وبالأحرى لغيرهم- ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا، وأوثانا مودة بينه وبينهم في الحياة الدنيا ويوم القيامة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا ومأواهم النار وما لهم من ناصرين.
وأنزل الكتاب على نبي كريم مطاع أمين، تسابق إلى طاعته من عرف قدره، وحاد عن سبيله من سفه نفسه،
والسابقون المتسابقون هم الذين قال فيهم ربنا: {إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه}
وأولئك الغاوون الذين أمْثَلهم طريقة رويبضةٌ جهول،
فلا هم يستأذنون رسول الله ولا ورثته من العلماء في أمورهم ولا أمور أمته صلى الله عليه وسلم. وهم الذين قال فيهم ربنا: {ويقولون ءامنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولىٰ فريق منهم من بعد ذلك وما أولٰئك بالمؤمنين، وإذا دُعُوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل اولائك هم الظالمون} أساءوا السوأى واستهزءوا بآيات الله، إنهم ساء ما كانوا يعملون.
أنزله عليه سبحانه وهو يستحثه بقوله: {وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم} يثبته ويقويه بهذا الكلام المؤكد بالنون واللام والعلو ووصف الهدى بالاستقامة، ولا يكون الهدى إلا مستقيما ولكن المقام مقام تثبيت وتوكيد.
ولا ندري متى ولا كيف اعوج هذا الهدى المستقيم حتى يدعي الزنادقة تقويمه؟ {وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون}.
«مجلس فقهاء المغرب».

(4)

الحمد لله العليم الخبير والصلاة على النبي الهادي الأمين
أما بعد
– قال تعالى: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم}
وقال تعالى: {إن الحكم إلا لله}
وقال: {فلا وربك لا يومنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} الآية.
وقال أيضا :{فاإن تنَٰـزعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تومنون بالله واليوم الآخر}
– فلا يجوز بإجماع المسلمين تغييرُ أحكام الله القطعية؛
فمن كان مؤمنا بالله ورسوله لا يبتغي الهداية في غير دين الله، ولا يدعي أنه أعلم بمصالح الناس من الله {قل أأنتم أعلم أم الله}
– وبناءً عليه فدعاة تغيير أحكام الأسرة والإرث وغيرها من القطعيات
إنما يحاربون الله ورسوله ويسعون في المجتمع فسادا ابتغاءَ نقض ما بقي من دين الله والعياذ بالله،
– إن نظام الإسلام في كل المجالات:
متكاملُ الأركان
سامي المقاصد
واضح الأهداف والمصالح
راعى متطلبات العقل والنفس والفرد والجماعة
– لا يقدم رغبة طرف على طرف ولا يخضع لمطامع معوجة ولا لعادات منحرفة،
– من تأمل تفاصيل التشريعات، وما فيها من الحكم والأسرار والمصالح الحافظة لنظام المجتمع والفرد، علم يقينا لا ريب فيه:
أنها شريعة رب العالمين الخبير العليم،
– هؤلاء الأدعياء لا يريدون إصلاحا بل لا يميزون بين الصالح والفاسد من الأنظمة والأفكار
ولا رؤية لهم حول ما يطلبون ويرغبون،
– وإنما عداوتهم لبعض أحكام الله لأهواء نفسية وفطر فاسدة افتتانا بحضارة الغرب البائسة أو خدمة لأسيادهم الخاسئة،
– ولكن لنا أمل وفأل حسن بجدار منيع وحاجز حصين بأمير المؤمنين و المجلس العلمي أن يردوا سفه هؤلاء الشرذمة وتحريفاتهم في دين الله
وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه و من تبعهم الى يوم الدين.
“مجلس فقهاء المغرب”.

(5)

الحمد لله وحده،
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
وبعد: كان عنوان خطبة الجمعة كما تعلمون «الحديث عن غزوة بدر الكبرى»
ومن الدروس المستفادة من هاته الغزوة:
– أنها بنت التصور الإسلامي لعوامل النصر والهزيمة بطريقة عملية واقعية،
– وقررت أن النصر ليس بالعدد ولا بالعدة
وإنما بمقدار الاتصال بالله الذي لا يقف أمامه قوة العباد.
– فهي حجة على كل مسلم على ظهر الأرض أن النصر منه قريب لو آمن بالله حقا،
– وأنه لا يهودية ولا نصرانية ولا شيوعية ولا كل ما نراه الآن
ممن يزعمون أن في أيديهم الحكم والقرار
– ليغيروا من أحكام الله مايشاؤون ويتركوا مايشاؤون وما تهواه أنفسهم،
– كل هؤلاء عندما يعتصم المسلمون بالله يصبحون هباء ويصبحون هواء.
– ما أردت قوله بهاته الكلمات هو السعي في تحقيق عوامل النصر
في أنفسنا
و تعليمها للناس
والصبر على ذلك.
– ولنتذكر قول الله تعالى: {وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصّالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}.
فإنها عامة نافذة جفت بها الصحف لا يغسلها الماء، ولا يغير صبيح وجهها الهواء.

(6)
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد
فإني قد تناولت هذا الموضوع من جهة أخري
– ألا وهو تقصيرنا نحن طلبةَ العلم والعلماء في تعليم العلم والتفرغ التام لتعليمهم
– فما تجرأ السفهاء على أمر عظيم كهذا إلا لأنهم وجدوا فراغا كبيرا من أصحاب الأمر والأرض الذين خلقوا للعلم وخلق العلم لهم.
– ووجدوا جهلا عظيما فيمن يحسبون على العلم من الدكاترة والأساتذة المتصدرين
– فلو أن كل واحد منا علَّم العلم علِمه لكفانا الله شر هؤلاء الشرذمة
– ولكن الركون إلى الدنيا وتعظيمها
والكسل وقلة الهمم اللذان أصابا معظم طلبة العلم زاعمين الاشتغال بكسب الروق للاستغناء الناس،
فلا هم استغنوا عن الناس ولا لأمانة العلم حفظوا
هلا قلنا كما قال نبينا:
“وجُعِل رزقي تحت ظل رمحي” فأطيب المكاسب مكسب الجهاد في سبيل الله.
فإنها لشر بلية: شغل طالب العلم بتجارة أورُقية أو وظيفة
تأكل وقته أكلا، وتمنعه من فرض التعليم
وبعضنا عنده كفاية ويبحث عن مداخل إضافية
وما عذر من عنده مسجد ولا يسمع كتب الفقه والحديث والعقيدة والسلوك للعوام؟
– فإن المشكل الأكبر في زماننا هو قلة المدرسين الذين يجلسون لتدريس القرآن والعلوم الأخرى فالعلم لو أعطيته كلك لما أعطاك إلا بعضه.
– فيا عجباً ممن أغناه الله عن الدنيا بالقرآن والعلم ويبحث عنها ليذوق ضنك أهلها
– فالقناعةَ القناعة يا معشر الطلبة والزموا ثغوركم التي لا يضاهيها شيء في هذا الزمان، ألا وهي تعليم العلم والقرآن وجدو واجتهدوا في ذالك
– فأهل الباطل لا ينامون يخططون ليل نهار للكيد للمسلمين وإسقاط شريعة رب العالمين
– فإني أتعجب كل العجب ممن على الحق الواضح و هو عديموا الهمة!!!
وأعداء الله الخاطؤون مجتهدون.
فإن لم تعرفوا حق مكانتهم فليوقظكم جد أعدائكم
– قد اصطفاكم الله بكلامه وتتبعون لُعاعة من الدنيا الدنيئة قال الله:
{ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}
لا تمدن عينيك إلى الدنيا وحياةِ المترفين من الناس فإنك ستكون شرا منهم، إن جاذبتهم جيفتهم .
– وفي آ خر كلامي أقول لإخواني:
قوموا، وجِدوا، وجاهدوا، واجتهدوا
فإن الدنيا تمضي بسرعة!!
ضع بصمتك فيها قبل أن يفجأك أمر الله.

(7)
الحمد لله مُعِزِّ الحق ورافعه، ومُذلِّ الباطل وواضعه،
أحمده حمدا كثيرا، بكرةً وأصيلا،
والصلاة والسلام على من أرسل الله رحمةً للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين
أما بعد :
– فمن المعلوم أن القرآن اختص بعدة خصائص من بينها
~ الشمولية واليُسر وأنه صالح لكل زمان ومكان…
ولا شك أن الله عز وجل هو العالم بمصالح البشر {ألا يعلم من خلق وهو الله اللطيف الخبير}
– فلا يصلح ولا تستقيم أمور الخلق إلا بالاعتصام والتمسك بأحكام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
– وقد جاءت آيات وأحاديث كثيرة في هذا الصدد منها قوله تعالى:
{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} {فاستمسك بالذي أوحي إليك}
وقول النبي صلى الله عليه وسلم “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة”
– والذين يزعمون أن الأحكام التي أحكمها القرآن لا تساير العصر الحالي كاذبون في زعمهم مفترون {ومن اظلم ممن افترى على كذبا او كذب بآياته}
{إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}… الآيات ،
متبعون للهوى {ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}
متناقضون في أقوالهم
– فقد جاء في الدستور أن المملكة المغربية دولة إسلامية وجاء في الفصل الأول منه:
“أن الأمة تستند في حياتها العامة على ثوابت جامعة تتمثل في الدين الإسلامي السمح”
– فعجبا لهؤلاء {أهم أعلم أم الله}
{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم ياذن به الله}
{ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين}
– مِلاك القول أن هؤلاء يريدون الإفساد في الأرض وذلك بتغيير أحكام الله (والباعث لهم على هذا التغيير هو اتباعهم لليهود والنصارى) لذلك ينبغي علينا أن نبين وأن نزاحم أهل الباطل بكل ما نملك خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي أو أن نعد الكلمة الشافية الوافية للذين يتصدرون هذه الوسائل.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
«مجلس فقهاء المغرب».

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M