تحذير دولي من “متلازمة الشرق الأوسط”.. ماذا عن العمرة والوضع في المغرب؟

30 ديسمبر 2025 18:27
محمد اليوبي، فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-CoV وأعراضه التنفسية

هوية بريس – متابعات

أطلقت منظمة الصحة العالمية تنبيهًا صحيًا جديدًا عقب تسجيل زيادة محدودة في الإصابات المؤكدة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV) خلال الأشهر الأخيرة، معلنة رصد 19 حالة مخبريًا، بينها أربع وفيات.


ورغم هذا الارتفاع، شددت المنظمة على أن التقييم العام للمخاطر لا يزال متوسطًا إقليميًا وعالميًا، في ظل استمرار ظهور حالات متفرقة، خاصة بالمناطق التي يُعرف فيها الفيروس بانتشاره الحيواني.

بؤر رصد محدودة… والمتابعة مستمرة

أوضحت المنظمة أن أغلب الحالات سُجلت في المملكة العربية السعودية (17 حالة)، مقابل حالتين في فرنسا.

وبيّنت أن هذه التطورات لا تستدعي تعديل التقييم الوبائي الحالي، لكنها تفرض تعزيز الترصد الصحي والاستجابة السريعة للحالات المشتبه فيها.

حالات وافدة بفرنسا دون انتشار ثانوي

وأعلنت السلطات الصحية الفرنسية، مطلع دجنبر الجاري، تسجيل أول إصابتين منذ أكثر من عقد لمسافرين زارا شبه الجزيرة العربية، ليرتفع مجموع الحالات المؤكدة في البلاد إلى أربع، بينها حالة وفاة واحدة.
وأكدت التحاليل الجينية تطابق السلالتين المكتشفتين مع السلالات المنتشرة في شبه الجزيرة العربية.

كما خضع 34 مخالطًا للتتبع الطبي دون تسجيل إصابات ثانوية، ما دفع المراكز الأوروبية لمكافحة الأمراض إلى اعتبار خطر الانتشار الواسع منخفضًا، مع التنبيه إلى احتمال تأخر التشخيص لتشابه الأعراض مع أمراض تنفسية شائعة.

فيروس معروف… بإماتة مرتفعة وانتقال محدود

يُعدّ MERS-CoV مرضًا تنفسيًا فيروسيًا اكتُشف سنة 2012 بالسعودية، وترتبط عدواه أساسًا بالإبل باعتبارها الخزان الحيواني الرئيسي. ويتميز بمعدل إماتة مرتفع يتراوح بين 35 و37%، وقد أودى بحياة أكثر من 850 شخصًا منذ اكتشافه، مع تسجيل إصابات في أكثر من 20 دولة.

وتتنوع الأعراض بين خفيفة وشديدة (حمّى، سعال، ضيق تنفّس)، وقد تتطور إلى فشل تنفسي حاد لدى المصابين بأمراض مزمنة أو ضعف مناعي، فيما كُشفت أيضًا حالات عديمة الأعراض ضمن تتبع المخالطين.

ماذا عن المغرب؟ تقييم منخفض ولا قيود على السفر

في تعليق رسمي، أكد محمد اليوبي، مدير علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن مستوى الخطر المرتبط بالفيروس ضعيف بالنسبة لـالمغرب.

وأوضح أن العدوى تنتقل أساسًا من الإبل إلى الإنسان، وأن انتقالها بين البشر محدود ويتطلب مخالطة مباشرة ومطوّلة.

وأضاف أن الممارسات المرتبطة بانتقال العدوى (كالتعامل المباشر مع الإبل أو استهلاك منتجاتها غير المعقمة) ليست شائعة لدى المغاربة، بما في ذلك أثناء أداء العمرة، مؤكدًا عدم التوصية حاليًا بفرض قيود على السفر أو المبادلات التجارية، مع الالتزام بالإجراءات الصحية العامة.

قراءة خبراء: لا طفرات وبائية… والحذر واجب

من جانبه، أوضح الدكتور الطيب حمضي، الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن ارتفاع الإماتة يعود إلى شدة الإصابة التنفسية التي يسببها الفيروس، لا إلى سرعة انتشاره.

وأكد أن المصاب لا ينقل العدوى عادة إلا بعد ظهور الأعراض، ولا توجد مؤشرات على طفرات جديدة أو تحور وبائي، ما يجعل الوضعية الوبائية بالمغرب غير مقلقة في الوقت الراهن، مع أهمية اليقظة خاصة في ما يتعلق بمراقبة الرحلات القادمة من البلدان الموبوءة.

العمرة والوقاية: توعية دون منع

وبخصوص المعتمرين، شدد الخبراء على عدم وجود لقاح معتمد حتى الآن، وأن تدبير الحالات المؤكدة يرتكز على العزل.

ولا توجد توصيات بمنع السفر لأداء العمرة، غير أن الوقاية تبقى أساسًا: تجنب الاتصال الوثيق بالحيوانات ومنتجاتها غير المعقمة، الالتزام بالنظافة العامة، والحذر لدى الفئات الهشة (كبار السن، الحوامل، الأطفال، ومرضى الأمراض المزمنة).

وفي السياق ذاته، دعت منظمة الصحة العالمية إلى تعزيز الترصد والتبليغ الفوري، وتطبيق إجراءات الوقاية داخل المرافق الصحية، مؤكدة أن التعامل الهادئ والعلمي دون تهويل هو السبيل الأمثل لمحاصرة الفيروس.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
13°
18°
الأربعاء
20°
الخميس
19°
الجمعة
17°
السبت

كاريكاتير

حديث الصورة