تحذير من “علمنة التوحيد”

22 أكتوبر 2024 19:47

هوية بريس – ميمون نكاز

إن تعجب فاعجب ممن لا يجعل مقاومة الاستكبار والطغيان والدفاع عن الأرض والعرض والنفس والمال من”مقتضيات التوحيد”، هل تعرفون أو تجدون “علمنة للتوحيد” أعجب وأغرب من هذه؟!!!

مما جاء في الوحي الشريف: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا، الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء:75-76]، النص صريح في الدعوة إلى مواجهة “الظلم” و”الطغيان” من أجل تحرير الرجال والنساء والولدان من “الاستضعاف في القرية”، واعتبار ذلك من “مقتضيات التوحيد” (القتال في سبيل الله)…

ومما جاء فيه: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [ النساء:97]، كذلك النص صريح في أن “الرؤية التوحيدية” متعلقة بواجب القومة على “الاستضعاف في الأرض”، وأن مآل الخاضعين للاستضعاف القابلين له من غير إكراه ولا اضطرار جهنمُ وساءت مصيرا…

أما ما جاء في السنة فظاهر كذلك في إفادة هذه “المسلمة الدينية” المتمثلة في اعتبار القيام على الظلم والطغيان والعدوان من “صميم التوحيد”، من ذلك:

ما جاء في حديث سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد)، فقد جعل القتال دفاعا عن المال والأهل والنفس قسيما للقتال عن الدين… ذلك مقتضى التوحيد…

ومن أجود ما ورد في هذا السياق وأظهره في الدلالة على هذا المقصد والمعنى ما جاء في حديث مسلم “أن رجُلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: يَا رسولَ اللَّه أَرأَيت إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: فَلا تُعْطِهِ مالكَ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَاتلني؟ قَالَ: قَاتِلْهُ. قَالَ: أَرأَيت إنْ قَتلَني؟ قَالَ: فَأنْت شَهيدٌ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ“…

ذلك مجرد بعض البيان السريع لما يقتضيه “التوحيد” في هذا الشأن، دفعا لكل التباس أو تدليس، ودرءا لمفسدة “علمنة التوحيد” “قصدا” أو “جهلا” أو “غفلة”…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M