تحرير أقدم سجين سياسي في العالم.. ولهذا السبب نَكَّلَ به النظام البائد!
هوية بريس – وكالات
تمكنت فصائل المعارضة السورية من تحرير رغيد الططري، الذي يعد من أقدم السجناء السياسيين في سوريا والعالم، من سجون النظام السوري المنهار، بعد 43 عاماً من الاعتقال.
وبدأت قصة اعتقال الططري في عام 1981، عندما كان يبلغ من العمر 27 عاماً، حين رفض الامتثال لأوامر عسكرية بقصف مواقع في مدينة حماة خلال الاحتجاجات التي شهدتها المدينة آنذاك، ليتم اعتقاله على إثر هذا الموقف.
وعلى إثر ذلك، اعتُقل وجرى احتجازه في ظروف قاسية، إذ قضى سنتين في زنزانة انفرادية في سجن المزة، قبل أن يُنقل إلى سجن تدمر سيئ السمعة، حيث بقي حتى عام 2000. ثم نُقل إلى سجن صيدنايا، وفي عام 2011 إلى سجن عدرا المركزي في دمشق.
وعلى الرغم من الظروف القاسية التي مر بها، تمكن الططري من تطوير موهبة فنية استثنائية خلال فترة اعتقاله، إذ صنع قطعاً فنية رائعة باستخدام فتات الخبز والسكر وحمض الستريك وبذور الزيتون.
كما نظم مسابقات شطرنج في السجن، مبتكراً قطع الشطرنج من عجين الخبز ورسم رقعة اللعب على قطعة من القماش.
أما عن تجربته في السجن، فقد قال الططري لأحد المعتقلين مبتسماً: “كم سنة حُكمت؟”، وأجاب عن نفسه قائلاً: “خمس سنوات”. كان هذا في إشارة إلى ما مر به من معاناة طوال فترة اعتقاله.
وأشار أحد السجناء السابقين إلى أن الططري كان دائماً يتحدث عن عزلة السجن، وكيف قضى سنوات في “مرحاض السجن” بمفرده.
وكانت حياة الططري بمثابة حياة غائبة عن أسرته، وبخاصة عن ابنه “وائل” الذي كان صغيراً عندما اعتُقل والده.
ويحكي وائل عن طفولته قائلاً: “كنت أعتقد كلما رأيت شخصاً غريباً يسير بمفرده أن يكون والدي. كنت أذهب إلى الباب وأنتظر، لكن لم يحدث شيء قط. بعد بضع سنوات، أصبح الأمر لا يُحتمل، وتوقفت عن فعل ذلك”.
وقد أكدت “الحملة السورية”، وهي منظمة حقوقية بعد دراستها حالة الططري، أنه كان أقدم سجين سياسي في سوريا.
واليوم، وبعد عقود من الاعتقال والظروف القاسية، يظل إطلاق سراح رغيد الططري علامة على الصمود والأمل في ظل قمع النظام السوري المنهار، ويعكس معاناة العائلات السورية التي تفقد ذويها في السجون وتعيش في انتظار معرفة مصيرهم.
وسقط فجر اليوم الأحد النظام السوري، إثر فقدانه السيطرة على العاصمة دمشق ودخولها في قبضة فصائل المعارضة المسلحة.