تحريف آية الطاعة في منبر الجمعة.. هل يُزوَّر الدين باسم الخطبة الموحدة؟

26 يوليو 2025 10:56

تحريف آية الطاعة في منبر الجمعة.. هل يُزوَّر الدين باسم الخطبة الموحدة؟

هوية بريس – متابعات

أثار الدكتور رشيد بنكيران، المتخصص في الفقه ومقاصد الشريعة، نقاشا بعدما عبّر عن استنكاره لما وصفه بتحريف لمعنى آية قرآنية خلال خطبة الجمعة الموحدة الأخيرة في مساجد المغرب.

واعتبر بنكيران أن الخطيب قد أساء الاستشهاد بقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم، فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول”، حيث ادعى أن الآية توجب الرجوع إلى ولي الأمر عند النزاع، وهو ما رآه د.بنكيران تزييفا لمعنى النص الشرعي وخرقا لمنهج التفسير المعتمد لدى علماء الأمة.

في تدوينته التحليلية، استعرض بنكيران أقوال كبار المفسرين كابن كثير والطبري والقرطبي، والذين أجمعوا على أن الرجوع في حال التنازع إنما يكون للوحي الإلهي، أي إلى الله ورسوله، لا إلى الحكام أو ولاة الأمور.

واستدل على ذلك بمواقف الخلفاء الراشدين، لا سيما أبا بكر وعمر، الذين لم يزعموا أن أقوالهم فوق القرآن أو السنة، بل خضعوا للنص ووقفوا عند حدوده، مما يدل على أن السلطة السياسية لا تُعدّ مرجعاً دينياً يُحتكم إليه عند النزاع.

وأشار بنكيران إلى أن الخطبة الموحدة تكتب مسبقا وتنشر قبل يومين على الأقل، مما يجعل الخطأ في تفسير الآية غير بريء أو عفوي، وقد يكون مؤشرا على نية مبيتة لفرض قراءة سلطوية للنصوص الدينية تُوظف في خدمة الطاعة العمياء للنظام، أو لتبرير مواقف سياسية باسم الدين. وهذا ما دفعه إلى وصف الخطأ بأنه “كذب على الله ورسوله”، وليس مجرد اجتهاد خاطئ.

ولم يخف الفقيه المغربي مخاوفه من أن تتحول الخطبة الموحدة إلى أداة أيديولوجية تصوغ فهما للدين يعزز سلطة ولي الأمر على حساب المرجعية القرآنية والحديثية، محذرا من تمرير هذه الانزلاقات في بيوت الله دون تمحيص علمي أو مراجعة شرعية مسؤولة.

وقد ختم بنكيران تدوينته بدعوة صريحة إلى وقفة علمية جادة للعلماء والخطباء والفاعلين في الحقل الديني، لمنع تطويع النصوص وتأويلها بما يخدم مصالح غير دينية، والدفاع عن حرمة القرآن ومنبر الجمعة بوصفه منبراً للتوجيه لا للتوجيه المؤدلج.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
9°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة