(تحقيق خاص) “هوية بريس” تصل لجمعية مغاربة سوريا وتكشف عن أهدافها
هوية بريس – مصطفى الحسناوي
يتم تداول بيان لجهة تسمي نفسها “جمعية مغاربة سوريا”، على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أزيد من أسبوع، وقد نشرته بعض المنابر خارج المغرب منذ أيام.
البيان الموقع من طرف كل من ياسين الغزوي وأديب أنور، وهما مقاتلان مغربيان بسوريا، لايتبعان لأي تنظيم حاليا، بخلاف ما تداوله أحد المنابر المغربية من أنهما يقاتلان تحت لواء جبهة النصرة أو داعش.
البيان يحاول كما يقول موقعوه، التغلب على التشويه الإعلامي المقصود الممارس ضدهم، والعمل على إعادة المغاربة الذين تراجعوا عن أفكارهم واصطدموا بواقع آخر في سوريا.
“هوية بريس” اشتغلت ضمن تحقيق خاص في الموضوع طيلة عشرة أيام منذ تداول البيان، وتتبعت الحسابات لبعض المغاربة المتواجدين بسوريا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتواصلت مع بعضهم، لمعرفة حقيقة البيان والجمعية التي وراءه، وأهدافها وغيرها من المعلومات، وتوصلت لهذه المعطيات لتضعها بين يدي قرائها:
يتعلق الأمر بتنسيقية لا تمثل كل المغاربة المتواجدين بسوريا، يترأسها “أديب أنور” و ينوب عنه “ياسين الغزوي”. بنيتها التنظيمية وشروط الانتساب لها محددة في الفصل الثاني من نظامها الداخلي الذي يقول:
المادة الأولى:
تتكون الجمعية من مجموع أعضائها المنتسبين إليها وفق الشروط المطلوبة و لا تقوم على مسألة: اللون أو العرق أو الجنس أو فئة مجتمعية دون غيرها.
المادة الثانية:
تقوم تشكيلات الجمعية واختيار ممثليها على مبدأ الشورى الكفاءة، ولا تنطوي على تشكيل عسكري، أو تنظيم سري.
أما نظامها الداخلي فيرتكز على جملة من الأفكار والرؤى:
1- نعمل في سوريا على التفاعل مع أبناء الشعب والسير معه نحو تطلعاته المشروعة لرفع الظلم عنه والتعريف بقضيته.
2- نؤكد على انتمائنا المغربي ولا نرضى بغيره بديلا.
3- نتبادل الاحترام مع شعوب العالم ونتطلع لأفضل العلاقات معها.
4- نحن منفتحون على التعاون مع كل القوى السياسية في الداخل السوري والخارج للدفع بقضيتنا نحو الحل.
أما عن أهدافها فقد سطر واضعوها جملة منها من بينها:
1- التصدي لسياسات التشويه الإعلامي.
2- رفض أسلوب عزل الشعب: عن بقية مكوناته.
3- العمل بجميع الوسائل القانونية لفتح هذا الملف سعيا نحو حله دون ضرر.
4- تسليط الضوء على حيثيات ما يعرف بملف الارهاب الذي يعتبر عائقاً كبيراً أمام أي مشروع إصلاحي.
5- نناهض كل الدعوات التي تؤثر على وحدة المغاربة ونسيجهم الإجتماعي.
6- نرى من الواجب على الدولة المغربيةخدمة الشعب المغربي والارتقاء به على شتى المجالات
وتعتمد الجمعية على وسائل وآليات لتحقيق أهدافها منها:
1 – الاتصال المباشر مع الحكومة وعموم الشعب بمختلف فئاته.
2- العمل على نشر رسائلنا من خلال شبكات التواصل الإجتماعي.
3- عقد ندوات ولقاءات حول قانون الإرهاب واثره في المستويين الداخلي والخارجي.
4- التواصل مع المغاربة في الداخل والخارج المتضررين من قانون الإرهاب أو المتعاطفين مع قضيتنا
5- العمل على توسيع دائرة الأصدقاء في المنطقة والعالم بهدف كسب تأييدهم ودعمهم لقضيتنا وتعزيزها
البيان الذي أطلقته هذه التنسيقية، يرسم نفس الصورة التى مرَ بها الأفغان العرب بعد حرب أفغانستان ضد السوفييت، وما تلاها من هجرات لبؤر التوتر، نفس المعاناة ونفس الأخطاء ونفس المطبات، التي تنتهي بمشاكل لا حد لها، دون أن يستفيد الشباب من أخطائهم، ولا يستفيد أيضا من يوجههم ويحرضهم.
ومن الأهداف التي سطرها البيان: ”إخراج قضية المغاربة الذين التحقوا بالثورة السورية من كنف الغموض، ولفتح حوار مع السلطات المغربية من أجل تسهيل عودتهم إلى بلادهم”.
وقال الموقعون إنهم “لا يملكون أي نوايا ضد مصالح المغرب”، وفي تواصل للموقع مع بعض الراغبين بالعودة، عبر حسابات التواصل الاجتماعي، أبدى هؤلاء ندمهم، وأوضحوا أنهم كانوا ضحايا آلة إعلامية، وأن طيبتهم وغيرتهم وحسن نواياهم، وتدينهم وإنسانيتهم، هي التي دفعت بهم للذهاب من أجل مساعدة شعب يتعرض للإبادة، ولم يكن لهم أي غرض آخر سوى تقديم أرواحهم في سبيل إنقاذ المظلومين، لكن حين اختلط الحابل بالنابل، أصبحوا يفضلون العودة لبلدهم لاستئناف حياتهم الطبيعية.
وأضاف أحد المستجوبين، أن اليسار المغربي شارك أيضا في حروب خارج المغرب، وأيد أنظمة وتنظيمات، ومنهم من قتل في أراض خارج المغرب دفاعا عن قناعات يعتقدها، لا علاقة للمغرب بها، ومنهم من رجع واستأنف حياته، دون أن يتهمه أحد بالإرهاب أو التطرف، فلماذا هذا الكيل بمكاييل متعددة، يقول أحد من تواصلنا معهم؟
الموقعون على البيان، دعوا السلطات الى اعتماد مندوب يمثل الدولة المغربية في سوريا للوقوف على أوضاع المغاربة.
“هوية بريس” حاولت التوصل لكيفية إنجاز هذا الحوار مع السلطات، فكان الجواب من مصادر مقربة، أن ممثلا عن هذه التنسيقية سينتقل لتركيا للقاء أي من الممثلين للدولة المغربية، ولايشترط الموقعون مسؤولا أو جهة أو يستثنون مسؤولا أو جهة، سواء كان ممثلا عن الحكومة أو السفارة أو الأجهزة الأمنية أو غيرها.
الموقعون الذين بلغوا الآن ثمانية غير الذين يفضلون التكتم على الأمر حسب مصادرنا المقربة، يحاولون جمع شتات المغاربة الهاربين إلى تركيا، والذين يخافون من الرجوع لسوريا أو إلى المغرب وتقطعت بهم السبل.
المعارضون لهذا التوجه كانت لهم الكلمة أيضا، فبحسب أبي مصعب وهو حساب لأحد المغاربة المعارضين لهذا التوجه، قلل في تواصل مع “هوية بريس” من شأن هذه التنسيقية ومبادرتها والقائمين عليها، وقال أنهم أناس متقلبون، وأنهم لايتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وأنها مجرد شعارات فضفاضة، ولا توجد جمعية ولا مبادرة، وأن أصحابها يلاقون معارضة شديدة، وأن الموقعين على البيان لايمثلون إلا أنفسهم.
للتواصل: مصطفى الحسناوي