وصفة “مغربية” لعلاج السكري تجتاح تيك توك.. و”غربال” تكشف الحقيقة
هوية بريس – علي حنين
أثار مقطع فيديو انتشر على “تيك توك” وحقق أكثر من 12 مليون مشاهدة جدلاً واسعًا، بعدما زعم أن وصفة من بذور الكزبرة وأوراق الشاي قادرة على شفاء مرض السكري نهائيًا. تحقيق منصة “غربال” وضع الوصفة تحت المجهر وكشف حقيقة الادعاء.
وصفة شعبية تتحول إلى “علاج معجزة”
في الفيديو، تظهر سيدة مغربية وهي توصي بطحن بذور الكزبرة مع أوراق الشاي وأخذ ثلاث ملاعق قبل الوجبات الرئيسية، مؤكدة أن الوصفة تعالج السكري “غير الوراثي”.
هذه الصيغة السهلة والمباشرة أغرت ملايين المتابعين، لكنها في الوقت نفسه حملت وعودًا مبالغًا فيها وخالية من أي أساس علمي.
السكري.. مرض مزمن بلا علاج نهائي
تقرير “غربال” حرص على التذكير بأن السكري مرض معقد ناتج عن اختلال إنتاج الأنسولين أو مقاومة الخلايا له.
-
النوع الأول: مناعي ذاتي يتطلب الأنسولين مدى الحياة.
-
النوع الثاني: يرتبط بنمط الحياة والسمنة ويمكن التحكم فيه بالحمية والنشاط البدني، لكنه لا يشفى كليًا.
رغم تقدم الأبحاث، لم يثبت وجود علاج نهائي للسكري، بل بروتوكولات للتخفيف من مضاعفاته.
الكزبرة والشاي بين الأبحاث والدعايات
من خلال مراجعة عشرات الدراسات، خلصت “غربال” إلى النتائج الآتية:
-
الكزبرة: بينت تجارب مخبرية على الفئران أنها قد تخفض سكر الدم وتحفز إفراز الأنسولين وتحمي الكبد والكلى، لكنها تبقى أبحاث أولية لم تصل إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر.
-
الشاي: يحتوي على مركبات مضادة للأكسدة تساعد في تحسين حساسية الأنسولين وخفض الكوليسترول الضار، إلا أن نتائجه كعلاج نهائي غير مثبتة علميًا.
-
غياب أي دراسة محكمة تؤكد أن خلط الكزبرة والشاي يشكل علاجًا للسكري كما يزعم الفيديو.
صناعة الوهم عبر “الترند”
يرى خبراء الإعلام الرقمي أن وصفات “المعجزات الطبية” تنتشر بقوة لأنها تلبي حاجة الجمهور لحلول سهلة وسريعة، لكنها غالبًا تتحول إلى تجارة مربحة بالمشاهدات على حساب صحة الناس.
وهنا يبرز خطر المعلومات المضللة في المجال الصحي، خصوصًا حين يتعلق الأمر بأمراض مزمنة كداء السكري.
استنتاج التحقيق
خلصت منصة “غربال” إلى أن وصفة الكزبرة والشاي لا تتعدى كونها خليطًا غذائيًا تكميليًا يمكن أن يندرج ضمن نظام صحي متوازن، لكنه لا يعالج السكري ولا يغني عن الدواء والمتابعة الطبية.
تحذير صحي
يشدد الأطباء على أن الانسياق وراء وصفات متداولة على “تيك توك” أو “فيسبوك” قد يشكل خطرًا على حياة المرضى، داعين إلى الالتزام بتعليمات الأطباء والعلاجات المثبتة علميًا، مع الانتباه لخطورة التخلي عن الأدوية أو الانسياق وراء “الوعود الوهمية”.
