تخفيض مرتقب لأسعار الأدوية في المغرب.. مرسوم جديد يشمل آلاف الأدوية

هوية بريس – متابعات

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن مشروع جديد يهدف إلى تخفيض أسعار أكثر من 8656 دواء متداولًا في السوق المغربية، يشمل عددًا كبيرًا من الأدوية الموجهة لعلاج الأمراض المزمنة، ما سيساهم في توفير سنوي يصل إلى 1.698 مليار درهم لصالح صناديق التأمين، و509 ملايين درهم لفائدة الأسر المغربية.

وأوضح وزير الصحة، أمين التهراوي، في حوار مع يومية “الصباح”، أن المشروع يندرج ضمن مرسوم جديد يعوّض مرسوم سنة 2013، ويعتمد على آلية شفافة وفعالة لتسعير الأدوية ترتكز على مقارنة الأسعار دولياً، مع تحيين دوري كل ثلاث سنوات.

🔹 عدالة سعرية وتشجيع التصنيع المحلي

الوزير التهراوي أكد أن إعداد هذا المشروع جاء ثمرة أكثر من 30 اجتماعاً عقدتها الوزارة مع مختلف المتدخلين، من فيدراليات صناعية وهيئات صيادلة وصناديق تأمين، بهدف تحقيق عدالة سعرية، وتشجيع التصنيع المحلي للأدوية، وتخفيف الأعباء عن المواطنين دون التأثير على جاذبية الاستثمار في القطاع الصحي، خصوصاً في سياق الانفتاح على السوق الإفريقية.

🔹 تجربة جهة الشمال.. نموذج للتحول الصحي الرقمي

وأشار الوزير إلى أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تشكل نموذجاً واعداً في تنزيل المجموعات الصحية الترابية والتحول الرقمي، مؤكداً أن الوزارة تبذل مجهودات مكثفة لتعميم هذه التجربة الناجحة على باقي جهات المملكة.

كما كشف عن تجاوز عدد من الصعوبات المرتبطة بتأهيل وتجهيز المراكز الصحية والمستشفيات الإقليمية، إلى جانب تعميم المستشفيات الجامعية، لافتًا إلى أن 34 مؤسسة صحية أصبحت خارج الخدمة وتحولت إلى نقاط سوداء في الخريطة الصحية.

🔹 البنية التحتية الصحية: أرقام صادمة ومشاريع إصلاحية

أوضح الوزير أن المغرب يضم حوالي 177 مستشفى إقليمي، تمثل المؤسسات المهترئة منها ربع الإجمالي، منها:

• 83 مؤسسة تم الانتهاء من إعادة تأهيلها أو إعادة بنائها.

• 54 مستشفى قيد الإصلاح أو البناء.

• 40 مؤسسة صحية في وضعية توصف بـ”الكارثية”.

🔹 معالجة خصاص الموارد البشرية ورفع عدد المهنيين

وفي ما يخص الموارد البشرية، أشار التهراوي إلى أن معدل التأطير الطبي تحسّن، حيث انتقل من 17 مهنياً لكل 10 آلاف نسمة إلى 25 مهنياً، رغم أن المعدل العالمي يبلغ 42.

🔹 تطهير الصفقات وتحسين شروط النظافة والحراسة

الوزير التهراوي أقر بوجود بعض الملاحظات حول دفاتر التحملات الجديدة والصفقات العمومية المرتبطة بالحراسة والنظافة داخل المستشفيات، لكنه شدد على أنها تمثل خطوة شجاعة نحو تخليق المرفق العمومي الصحي وتحسين جودة الخدمات.

🔹 أمصال العقارب واللقاحات: مكافحة المضاربات

وفي سياق متصل، تطرق الوزير إلى الجدل حول أمصال العقارب والثعابين، مؤكدًا أن الوزارة عملت على تبديد سوء التفاهم في الموضوع.

كما كشف عن مواجهة لوبي الشناقة في مجال لقاح مينانجيت خلال موسم الحج، مشيراً إلى إطلاق مشروع ماربيو في بنسليمان لتصنيع وتعبئة اللقاحات وطنياً.

🔹 التحول الرقمي: تقليص كلفة الصفقة

وفي ختام الحوار، سلط التهراوي الضوء على مشروع التحول الرقمي في قطاع الصحة، حيث تم توحيد الأنظمة المعلوماتية بعد أن كانت أربعة، ما مكّن من توفير التكامل بين المؤسسات الصحية والتأمينية، وأسفر عن تخفيض كلفة صفقة الملف الطبي المشترك من 180 مليون درهم إلى 15 مليون درهم فقط، بفضل مجهود مشترك من فرق داخل الوزارة وخارجها.