تدبير مقاطعة عين الشق على غرار الحكومة
هوية بريس – هشام بن لامين
بعد سنة من 8 شتنبر وبعد التهليل لفوز حزب الكفاءات، يبدو لي أن تدبير مقاطعة عين الشق على غرار الحكومة، لم يرق للأسف لمستوى يقترب مما كان عليه من مجهود في الإقتراح و برمجة الصفقات ومتابعة ملفات ليدك وأفيردا المستعصية، ناهيك عن التواصل المباشر مع المواطنين وتلبية طلباتهم بالمئات عبر الواتساب وعبر الصفحة الرسمية…
خلافات و نزاعات بين حزبي الأغلبية تصل لمستوى حضيض السياسة، تواصل سياسي ضعيف مع تركيز على بروباغندا فيسبوكية تعكس مستوى ضحلا أدبيا وسياسيا، و تظهر مدى الحاجة إلى التوازن النفسي أكثر من أي شيء آخر، خاصة حين يسبق السياسي “العرس بليلة”، في نزوع لشيء غير التسويق السياسي، قريبا من الدعاية الرخيصة.
أتذكر الصفحة الرسمية للمقاطعة أنها لم تكتب على شيء إلا وقد أنجز على الأرض، وقد تكتب على شيء مبرمج ولكن بلغة واضحة ومتوازنة، أما بخصوص الرئيس والنواب فكنا نرفض على أنفسنا السقوط في أي بروباغندا رغم مشروعية التواصل السياسي، وطبعا الوضوح و الصدق مع المواطنين.
اليوم يجد المواطنون صعوبة في الجلوس إلى المسؤولين ولا يجدون مخاطبا حقيقيا دائم الحضور إلا مستشارا معروفا بحضوره الدائم بالمقاطعة، يشق على المواطن كذلك التواصل والوصول للمعلومة، فمثلا أين برنامج التزفيت ولماذا لا ينشر بشفافية للمواطنين حتى يظهر التوازن بين الأحياء و ينكشف الاختيار السياسي الذي أقدم عليه المسؤول ؟ من يضمن عدم تحوير البرامج لأغراض سياسية!
كانت البرامج تنشر، وكان المواطنون يجدون الرئيس في المكتب و يصبون عليه غضبهم أحيانا، بل إني حضرت غير ما مرة لمواطنين يأتون لحل إشكالات الإرث و الملك و إشكالات أخرى بعيدة عن اختصاصات المقاطعة، كان المواطن يجد نائب الرئيس و يتواصل مع المستشار عبر الهاتف و الواتساب، اليوم لم ترق الأمور لما كانت عليه، و ياليت المقاطعة بمكتبها كاملا تنجح في تنزيل الصفقات و تفعيل الشراكات ومتابعة شركات التدبير المفوض، فالتواصل في الأخير تسبقه أمور أكثر أهمية واستراتيجية.
جاءت الانتخابات الجزئية لتؤكد أن أحزاب الأغلبية لا تفوز في الانتخابات بالإنجاز السياسي و التدبيري، وأن صعودها أو نزولها لا يتعلق ببورصة السياسة كما هو متعارف، ولكن يتعلق بحجم ما ينفق من مال و قفف وخدمات اجتماعية على أحزمة البؤس و الهشاشة.
كنت أمعن ذات مساء التركيز في محاضرة للسوسيولوجي صديق جنجار في المعهد الذي درست فيه، وكان يحلل وفق منظور أن المدينة ستحدد مستقبل السياسة في البلاد مادام سكانها تجاوزوا لأول مرة في تاريخ المغرب نسبة 60% آنذاك (المحاضرة أظن كانت سنة 2010) ملمحا في ثنايا الكلام لنهاية أطروحة ريمي لوفو.
ما يقع في عين الشق الجميل بأحيائه الشعبية و المتوسطة والراقية يشي بأن أطروحة ريمي لوفو قد تحورت، فأحزمة البؤس و امتداد الهجرة القروية لا زالت تصنع السياسة وتضمن الدروع البشرية الكافية لعملية الضبط، وفي غياب المدينة بتمثلاتها الحقيقية تنخب أحزاب الكفاءات بأطروحة القفف على أيد البادية الحضرية.