تذكر أنّك إنسان!
هوية بريس – شيماء مصطفى
عندما تتذكر حماقاتك وأخطاءك، والمواقف التي تصرفت فيها بشكل ساذج أو مندفع، وأشياء كان يجب أن تقولها ولم تفعل، وأشياء كان عليك أن تحجمها.. ولم تفعل! عليك أن تتذكر في هذه اللحظة أنك إنسان، وتذكُّر هذه المعلومة مع بداهتها ينتج ثلاثة أمور مهمة:
1- كونك إنسانًا يعني أنّ الخطأ أمرٌ أساسٌ في حياتك، وأن الحياة بلا أخطاء هي حياة وهمية لا وجود لها.
2- كونك إنسانًا يعني أنّ كل خطأ يجب أن تكتسب منه خبرة جديدة وتتعلم منه، لأنّ الله عز وجل كرمك وميزك بالعقل، وهذا يقتضي أن تتعلم من أخطائك ومن غيرك، وجعل من أوائل الدروس التي يتعلمها الإنسان على الأرض من طائر! ويكأنها رسالة ترسّخ اتساع ساحة التعلُّم عند الإنسان، وتمرنه على تقبل الحق من أي جهة طالما أنه حق.
3- إنّ وجود مساحة واسعة مفتوحة للتوبة والتعلُّم تفتح للإنسان باب الأمل وتحفظ ذاته من التمزق وتهدأ عقله من كثرة التفكير واللوم، ولكن هذا لا يعني أن يطول أمل الإنسان فلا يتوب أو يتعلم ويتعظ، ولا يعني أن يتحول الموقف الأحمق إلى حماقة ذاتية تصبح طبعًا في الإنسان، بل هناك بون شاسع بين من يخطئ فيتعلم، وهذا دأب الصالحين، وخير الخطائين التوابون كما قال صلى الله عليه وسلم، وبين ذي طبع الحماقة الذي يخطئ ثم ينتظر فلا يرى عقوبة أو لا يأبه لخطأه فيظن ألا ضير؛ فيتمادى في حماقته!
فتذكر أنك إنسان عاقل، أي أنك تُخطئ؛ ولكنك تتوب وتتعلم..