ترامب ليس استثناء .. تعرف على رؤساء أميركا الذين أصيبوا بأمراض خطيرة، وكيف أثرت على حياتهم ومشوارهم السياسي ..
هوية بريس – متابعات
خلال تاريخ الولايات المتحدة الحديث، عانى الكثير من رؤساء أميركا جراء إصابتهم بأمراض خطيرة هددت حياتهم ومشوارهم السياسي، لذلك لا يُعتبر الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي يخضع للعلاج حاليا إثر إصابته بفيروس كورونا، استثناء.
وقد نشرت صحيفة “لوبوان” (Le Point) الفرنسية، مقالا للكاتب الصحفي فرانسوا غيوم لورين يسلط الضوء على قائمة طويلة من الرؤساء الذين أصيبوا بأمراض خطيرة خلال حكمهم للولايات المتحدة، قضت على حياة بعضهم خلال فترتهم الرئاسية، وأجبرت البعض على التنازل عن الترشح لفترة رئاسية أخرى.
وأورد المقال رأيا للكاتب الصحفي مورين بيكار المتخصص في التاريخ الأميركي، الذي قال إن “لعنة حقيقية” أصابت البيت الأبيض في أربعينيات القرن الـ19، حين فتك التهاب المعدة والأمعاء بـ3 رؤساء في سنوات معدودة، حيث توفي وليام هاريسون متأثرا بمرضه عام 1841 بعد شهر واحد فقط من توليه السلطة، ثم تبعه جيمس بوك عام 1849، وخليفته زكاري تايلور عام 1850.
ويُرجّح بيكار أن السبب في إصابة الرؤساء الثلاثة بالتهاب المعدة والأمعاء كان المياه الملوثة تحت البيت الأبيض وإمدادات المياه السيئة، وقد توقف المرض وحالات الوفاة تلك بمجرد إنشاء شبكة الصرف الصحي.
وباء غيّب ويلسون 60 يوما
ووفقا للمقال، فإن الحالة الأقرب لإصابة ترامب بكورونا، هي إصابة الرئيس الأسبق توماس ويلسون بالإنفلونزا الإسبانية، والتي انتشرت في مختلف أنحاء العالم في أعقاب الحرب العالمية الأولى، ويُرجّح أن يكون ويلسون قد أصيب بالعدوى خلال مفاوضات مؤتمر السلام بفرساي في ربيع 1919.
بيد أن الإصابة بالوباء لم تكن النقطة المشتركة الوحيدة بين ترامب وويلسون، وفقا للكاتب، فقد كان ويلسون قبل مرضه يعمل على إقناع مواطنيه بالضغط على الكونغرس للمصادقة على معاهدة فرساي، وعلى مشروعه الخاص بإنشاء عصبة الأمم، تماما مثلما يحاول ترامب الآن إقناع الشعب الأميركي بانتخابه لفترة رئاسية ثانية.
وفي الثاني من شهر أكتوبر، أي في اليوم ذاته الذي أُعلن فيه عن إصابة ترامب بفيروس كورونا، وُجد ويلسون فاقدا للوعي في الحمام، وقد أصيب بجلطة دماغية أدت إلى فقدان الصوت وإلى عمى مؤقت في العين اليسرى.
وتصرفت زوجة ويلسون بسرعة، واهتمت بكل الأمور المتعلقة بالاتصالات والبريد الرئاسي، وحرصت على إبعاد السياسيين عن البيت الأبيض.
وقد تسبب المرض في غياب ويلسون عن المشهد السياسي 60 يوما، وهو ما دفع وزير الخارجية الأميركي حينها، روبرت لانسينغ، إلى تشجيع نائب الرئيس توماس مارشال على البدء بإجراءات عزل الرئيس، لكنه رفض القيام بذلك.
وشكلت لجنة تحقيق لتقييم الوضع الصحي للرئيس، خلصت إلى أن ويلسون يمكنه الحفاظ على منصبه، وقد أكمل فترة رئاسته بشلل جزئي.
ويشير الكاتب إلى أن كالفين كوليدج رئيس الولايات المتحدة بين عامي 1923 و1928، عانى من اكتئاب حاد بعد وفاة ابنه كالفين جونيور عام 1924 عن عمر يناهز 16 عاما، حيث غرق الرئيس في حزنه بعد تلك الحادثة وأصبح قليل الكلام.
روزفلت عانى من تضخم القلب
في عام 1944، كتب طبيب أميركي يدعى فرانك لاهي تقريرا يوصي بمنع فرانكلين روزفلت من الترشح لفترة رئاسية رابعة بسبب معاناته من ارتفاع ضغط الدم وتضخم القلب، لكن الرئيس تجاهل نصيحته وكذّب الأخبار المتعلقة بحالته الصحية وفاز بعهدة رابعة.
وكان روزفلت قد أصيب بشلل الأطفال عام 1921، عندما كان عمره 39 عاما وفقد القدرة على المشي، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أنه كان مصابا في الواقع بمتلازمة “غيلان باريه” (GBS)، وهو مرض نادر جدا من أمراض المناعة الذاتية يؤثر على الأمعاء، ولم يكن له علاج في ذلك الوقت.
نوبة قلبية أقعدت أيزنهاور
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور، أصيب بنوبة قلبية خلال إحدى إجازاته في شهر شتنبر عام 1955.
وقد أقعدت تلك النوبة القلبية أيزنهاور الذي عُرف بالتدخين بشراهة، عن القيام بمهامه لأكثر من 6 أسابيع، لكن ذلك لم يمنعه من السعي لولاية ثانية متجاهلا نصائح أطبائه، وقد عانى خلال فترة ولايته الثانية من نوبات قلبية أخرى.
أما جون كينيدي، فقد كان يعاني من آلام مزمنة في الظهر بسبب داء أديسون الذي يسبب نقصا في الغدد الكظرية، وفقا لمقال الصحيفة.
سر انسحاب جونسون
وأشار الكاتب إلى أن المشاكل الصحية كانت السبب الرئيس في امتناع الرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون عن الترشح لولاية ثانية عام 1968. وبما أن أغلب الأميركيين لم يكونوا على علم بأن جونسون كان مدمنا على التدخين وشرب الكحول، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم ومشاكل خطيرة في القلب، فقد شكّل انسحابه من السباق الرئاسي مفاجأة كبيرة للشعب، حيث كان مرشحا بقوة للفوز على ريتشارد نيكسون، بعد الجهود التي بذلها من أجل انسحاب الولايات المتحدة من حرب فيتنام.
وختم الكاتب مقاله بأن نجل الرئيس الأسبق رونالد ريغان أكد في كتاب نُشر عام 2011، أن والده عانى خلال فترة ولايته الثانية من الأعراض الأولى لمرض ألزهايمر، والذي تم تشخيص إصابته به عام 1994. (الجزيرة)