ترشيد خطاب مادة التربية الإسلامية.. في تبيئة الخطاب من أجل الاستيعاب والفهم
هوية بريس – د.خالد الصمدي
كل مادة تعليمية يتم التواصل فيها مع المتعلمين بلغة تناسب واقعهم ومستواهم، وما يستعمل في العادة في محيطهم من الأمثلة والنماذج حتى تكون إليهم وإلى أفهامهم وقلوبهم أقرب.
وفي هذا السياق قد تجد في اللغة المستعملة في التأليف في مادة التربية الإسلامية أو تدرسيتها نزوعا نحو استعمال لغة عربية جزلة قوية أو استحضار أمثلة أو نماذج من سياق غير السياق المتعلمين ، أو استعمال نصوص في التحليل منسوبة إلى مفكرين من غير بيئتهم ، وربما كتبوها لبيئة معينة وفي سياق إصلاحي معين.
لذلك من المفيد جدا لكل من يسهم في انشاء خطاب حول المادة تأليفا أو تدريسا أن يجعل غايته الوصول الى المتعلمين عبر حبل ثقافتهم ومحيطهم وبيئتهم وفكر المنتسبين إلى هذا المحيط المتفاعلين معه ومع قضاياه من علماء ومفكري بلدهم حتى يتعرفوا عليهم وعلى منتوجهم فمن المفيد ان يدرس التلاميذ نصوصا لعلال الفاسي وعبد الله كنون والمهدي بنعبود وفريد الانصاري ومحمد بلبشير الحسني والجابري وغيرهم من المفكرين المغاربهم وكتبهم التي شخصوا فيها الأدواء التي يعاني منها المغرب ومشاريهم لاصلاحية التي تناسب واقعه.
دون أن يمنعهم ذلك في القضايا الإصلاحية العامة أن ينفتحوا على تراث الأمة وفكرها ومنتوجها الحضاري في مستويات تعليمية متقدمة فيتعرفوا على وحيد الدين خان والندوي والمودودي والافغاني ومحمد عبده وغيرهم من زعماء الفكر الاصلاحي في العالم الاسلامي ، ثم الانفتاح بعد ذلك على فكر الأمم والشعوب الأخرى بالتدريج في مستويات تعليمية متقدمة.
إن تبييئ الخطاب لغة وقضايا إصلاحية ونماذج وأمثلة وشخصيات فكرية في التواصل مع المتعلمين باولويات متدرجة وواضحة وبلغة عربية فصيحة وسطى دون السقوط في لغة التنميط والابتذال ، ، مع مراعاة السياق في الأمثلة والنماذج الفكرية ، يعتبر مدخلا من الأهمية بمكان في خلق تفاعل مع المتعلمين، وأي خلل على هذه المستويا من شأنه أن ينتج خطابا دونه وقلوب المتعلمين قبل أسماعهم حواجز فكرية أو لغوية أو نفسية أو حتى اجتماعية ، قد تفسر بأنها مواقف من المادة ولكنها في الواقع هي مواقف من خطاب لم يستطع منتجوه كشف مغالقه،
قال تعالى” يوت الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ” وفي ترشيد الخطاب خير كثير.