تركيا تفاجئ “إسرائيل” بخطوة غير مسبوقة

هوية بريس – متابعات

أصدرت النيابة العامة في إسطنبول، مساء اليوم الجمعة، مذكرة توقيف بحق 37 مسؤولا صهيونيا، يتقدمهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في خطوة وُصفت بأنها سابقة قانونية على مستوى العالم الإسلامي.

مذكرات تشمل أبرز قادة الاحتلال

وبحسب ما أفاد مراسل الجزيرة في تركيا، فإن لائحة المشتبه فيهم تشمل إلى جانب نتنياهو رئيس الأركان الصهيوني إيال زامير، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، إضافة إلى قيادات عسكرية وأمنية إسرائيلية أخرى.

وأكدت النيابة العامة أن قراراتها تستند إلى أدلة موثقة وشهادات حول جرائم ممنهجة ارتكبها جيش الاحتلال ضد المدنيين في غزة، تشمل القتل الجماعي، واستهداف المستشفيات، وتدمير البنية التحتية المدنية، واستخدام الحصار كأداة حرب جماعية.

الاحتلال يواصل انتهاك وقف إطلاق النار

تأتي هذه الخطوة القضائية في وقت يواصل فيه الكيان الصهيوني هجماتها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مطلع الشهر الماضي.

وأفادت مصادر ميدانية بأن جيش الاحتلال نفذ أكثر من 200 خرق للاتفاق، خلفت عشرات الشهداء والجرحى، إلى جانب تدمير متواصل للأحياء السكنية في شمال القطاع وجنوبه.

حصيلة ثقيلة لإبادة القرن

وخلال عامين من العدوان الصهيوني على غزة، ارتقى أكثر من 68,865 شهيدًا فلسطينيًا وأصيب نحو 170,670 جريحًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وفق آخر تحديث صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.

كما قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار القطاع بنحو 70 مليار دولار، بعد أن دمّرت إسرائيل ما يقارب 90% من البنية التحتية المدنية.

خطوة تركية تحمل رمزية سياسية وقانونية

يرى مراقبون أن مذكرة التوقيف الصادرة عن النيابة التركية تمثل تحولا لافتا في الموقف الإقليمي تجاه جرائم الاحتلال، وتُعدّ أول تحرك رسمي في العالم الإسلامي يصف ما ارتكبته إسرائيل بالإبادة الجماعية.

كما تأتي هذه الخطوة بالتوازي مع التحقيقات الجارية في المحكمة الجنائية الدولية، التي سبق أن وجّهت اتهامات مماثلة لنتنياهو ووزير دفاعه كاتس بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.