قام رئيس تركيا طيب رجب أردوغان بجولة شملت دول إفريقية في شمالها وغربها، وترتاب باريس من هذه الزيارة، وخصّصت وسائل الإعلام الفرنسية اهتمامًا خاصًّا بعناوين تُبرز الاهتمام والقلق على حد سواء.
وكان الرئيس رجب أردوغان قد بدأ جولته الجديدة من الجزائر الاثنين الماضي لينتقل بعدها إلى موريتانيا ومالي والسينغال، وركّز في مُباحثاته مع رؤساء الدول على تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري.
وعرض أردوغان استثمارات تركيّة في هذه الدول والتنسيق العسكري، ومد بعض جيوش المنطقة الضعيفة بمعدات تركيٍة لمُواجهة الإرهاب وحِماية أمنها في مُواجهة الحركات الإرهابيّة المُسلّحة.
ويبدي أردوغان اهتمامًا خاصًّا بالقارّة الإفريقيّة منذ وصوله إلى السلطة كرئيس للحكومة، وبعدها كرئيس لتركيا، ويعتبر القارة امتدادًا لنفوذ بلده. واهتم بشرق القارة وعلى رأس القرارات الجريئة هو التوصّل إلى اتفاق مع السودان حول جزيرة سواكن التي تُثير قلق مصر والسعوديّة، والآن في غرب القارّة معقل النفوذ الفرنسي.
ورفع أردوغان من المُساعدات الإنسانيّة والماليّة والعسكريّة إلى دول إفريقيّة وخصّص مِنح الدراسة لطَلبتها في الجامعات التركيّة.
وعكست وسائل الإعلام الفرنسيّة اهتمامًا خاصًّا بزيارة أردوغان، وكتبت مجلة “لوبوان” “الجزائر، موريتانيا، السينغال ومالي: هجمة أردوغان الإفريقيّة”.
ونشر راديو فرنسا أنترن “تركيا تعزز نفوذها في إفريقيا”. ونشرت جريدة “لزيكو” الاقتصاديّة “في ظِل بُرودة العلاقات مع الغرب، تركيا تسعى لتعزيز نُفوذها في إفريقيا”.
وتستعرض وسائل الإعلام الفرنسيّة خريطة طريق تركيا في القارة الإفريقيّة، ومن خلاصاتها هو انضمام قوة جديدة إلى الصراع على مصالح القارٍة ومُنافسة القِوى الكُبرى ومنها فرنسا.
وتنظر فرنسا بعين الريبة إلى التوجّهات التركيّة في القارّة الإفريقية، فبينما تُصارع باريس كل من بكين وواشنطن في إفريقيا تنضاف دولة أخرى مُتوسِّطة القوّة ولكن بطُموحٍ كبير.