تزويد المغرب بالغاز.. أمريكا تصفع جنرالات الجزائر، وتعد إسبانيا بهذا الأمر
هوية بريس – وكالات
تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، لبيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، على هامش اجتماع حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم الولايات المتحدة إلى إسبانيا في مواجهة الأعمال الانتقامية من الجزائر، بسبب إمداد المغرب بالغاز المسال، في إطار الاتفاق الذي تم بين البلدين في الرباط، وضمنت واشنطن أن الواردات ستكون كافية لتلبية طلب أوروبا بعد استخدام “الفيتو” ضد غاز روسيا.
وذكرت جريدة “كونفيدنسيال ديجيتال” (El Confidencial Digital) الإسبانية، أن تقارب إسبانيا مع المغرب، أدى لتراجع علاقات مدريد مع الجزائر، بما في ذلك التهديدات بإجراء تعديلات في أسعار الغاز، مشيرة إلى أن المواد الخام الجزائرية لا تمثل سوى 29 % من إجمالي المشتريات الشهرية الإسبانية، في حين أنها كانت تمثل قبل أكثر من عام بقليل أكثر من 60 %.
وكشفت “كونفيدنسيال ديجيتال” نقلا عن مصادرها الدبلوماسية، أن الحكومة الإسبانية اتفقت مع الولايات المتحدة على أنها ستدافع عنها من الأعمال الانتقامية التي قد تتبناها الجزائر ضد إسبانيا لتوريدها الغاز إلى المغرب، وأنها فعلت ذلك في إطار تعزيز التحالف بين البلدين الذي تم الاتفاق عليه في قمة منظمة حلف شمال الأطلسي، المنعقد يوم أمس الخميس في مدريد.
وأضاف المصدر ذاته، أن واشنطن ضمنت في الأيام الأخيرة لمجلس وزراء بيدرو سانشيز أن واردات الغاز من الولايات المتحدة ستكون كافية لتغطية طلب أوروبا بعد استخدام “الفيتو” ضد الموارد الطاقية الروسية، بالإضافة إلى الشحنات المرسلة إلى المغرب.
وأشارت الجريدة الإسبانية، إلى أن إسبانيا عهدت إلى شريك جديد ينقل غازها بالسفن إلى الموانئ الإسبانية، بعد أن زادت أمريكا صادراتها إلى إسبانيا في شهر واحد فقط بنسبة 391.7 %، ليبلغ الوزن الإجمالي للمشتريات حوالي 43.3 % من مجموع حاجتها من الغاز.
وأوضحت “كونفيدنسيال ديجيتال” أن واشنطن هي واحدة من الشركاء المرجعيين للمغرب، وبالتالي واحدة من أكثر الدول اهتماما باستئناف حكومة سانشيز علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، وأن نتيجة لذلك ستؤدي السياسة الجديدة للمشتريات من الولايات المتحدة إلى الحاجة إلى خفض الاعتماد على الجزائر، مشيرة إلى سعي أمريكا لجعل شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال) مركزا للتوزيع للاتحاد الأوروبي فيما يخص إنتاج النفط والغاز.
وتتوخى خطة الحكومة الإسبانية تخصيص الغاز للمغرب الذي تم الحصول عليه من قطر والولايات المتحدة وموردين آخرين، ولكن دون المساس بما يأتي من الجزائر، كما عملت إدارة بايدن على الضغط على إسبانيا لتصبح واحدة من أكبر المستوردين في القارة الأوروبية، الأمر الذي من شأنه أيضا تعزيز قوتها داخل الاتحاد الأوروبي، بعدما اقترحت أوروبا خفض واردات الغاز الروسي بمقدار الثلثين هذا العام، مع فكرة قطع جميع العلاقات بحلول عام 2030.
ووفق الصحيفة ذاتها، فإن واشنطن ذكرت لمدريد أنه يمكنها أن تصبح واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال، من خلال إنتاج 60 مليون طن سنويا، وهو ما يمثل فرصة فريدة لإسبانيا، حيث أن لديها أكبر شبكة لإعادة التحويل إلى غاز في مع وجود منطقة ساحلية شاسعة، وذلك إلى جانب الاستفادة من ميناء سينيس البرتغالي للقيام بأعمال التحويل والتخزين، وهو ما يوفر لأوروبا خيارات لتحقيق الاكتفاء الطاقي في مجال الغاز.