نعمة بيضاء تعيد الأمل.. الثلوج تعود بقوة إلى جبال المغرب

هوية بريس – متابعات
أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية أن المملكة شهدت خلال الأيام الأخيرة تساقطات ثلجية مهمة همّت عدداً من المناطق الجبلية، حيث بلغت المساحة الإجمالية المغطاة بالثلوج نحو 50.511 كيلومتراً مربعاً على الصعيد الوطني، وذلك استناداً إلى معطيات مستخلصة من خرائط تغطية الثلوج والجليد المعتمدة على صور الأقمار الاصطناعية، مدعومة بالبيانات المرصودة ميدانياً.
تمركز الغطاء الثلجي
وأوضحت المديرية أن الغطاء الثلجي يتركز أساساً بسلسلتي الأطلس الكبير والأطلس المتوسط، حيث سُجلت التساقطات ابتداءً من علو يتراوح بين 1400 و1700 متر، وبسماكات تراوحت ما بين 10 و70 سنتيمتراً.
أرقام قياسية بعدة أقاليم
وسُجلت أعلى سماكة للثلوج بجبل حيان بإقليم إفران، بحوالي 75 سنتيمتراً، تليه عين اللوح بـ50 سم، وواد إفران بـ40 سم، وهبري بـ48 سم، فيما بلغت السماكة 46 سم بقمة ميشلفين، و50 سم بتمحضيت، مقابل 12 سم بكل من أزرو ومدينة إفران.
كما عرف إقليم تازة تساقطات مهمة، بلغت 60 سم بقمة جبل بويبلان و30 سم بقمة باب بودير.
وسُجلت تساقطات بـ15 سم بكل من زاوية أحنصال وتبانت، و12 سم بجبل إتزر بإقليم ميدلت، إلى جانب 15 سم بكل من إملشيل وأغبالو وتونفيت، و20 سم بمنطقة أمزري إيمي نولاون بإقليم ورزازات، و15 سم بأوكايمدن.
وفي إقليم أزيلال، بلغ سمك الثلوج 40 سم بجبل موريك، و24 سم بتنغرف، و10 سم بجبل أيوي، مع تساقطات خفيفة تراوحت بين 3 و8 سم بكل من آيت عبدي وجبل أزوركي وجبل رات.
كما سجلت قمة جبل بوناصر بإقليم جرسيف 36 سم، فيما بلغت التساقطات بتونفيت بإقليم ميدلت نحو 8 سم.
مقارنة بالمواسم السابقة
وأبرزت المديرية أن المساحة المغطاة بالثلوج خلال الموسم الحالي عرفت ارتفاعاً مقارنة بالموسم الفارط، حيث كانت قد بلغت خلاله حوالي 30 ألف كيلومتر مربع، مقابل 9700 كيلومتر مربع سنة 2023.
غير أن هذه المساحة تظل دون المعدل السنوي المعتاد، المقدر بنحو 54 ألف كيلومتر مربع، ما يعكس استمرار التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية، رغم المؤشرات الإيجابية المسجلة هذا الموسم.
أهمية استراتيجية ومناخية
وتكتسي هذه التساقطات الثلجية أهمية خاصة باعتبارها مخزوناً مائياً استراتيجياً، إذ تتيح تخزين المياه بشكل تدريجي، بخلاف الأمطار التي تتجه بسرعة نحو الأودية والسدود.
كما تسهم الثلوج في عكس أشعة الشمس وتقليص معدلات التبخر، ما يساعد على الحد من امتصاص الأرض للحرارة، ويُسهم في الحفاظ على التوازن البيئي واستقرار النظم الإيكولوجية الجبلية والغابوية.
وتُعد هذه الموارد الطبيعية رافعة أساسية في تغذية السدود والآبار والفرشات المائية، ودعماً للأمن المائي الوطني، فضلاً عن خدمتها لقطاعات حيوية كالفلاحة وتربية المواشي، الأمر الذي يجعل من تدبير المخزون الثلجي رهاناً مركزياً يتطلب مقاربة مستدامة وواعية للموارد المائية.



