تسريبات “CNSS”.. هل يعي المغاربة خطورة ما وقع اليوم؟

هوية بريس – محمد طلال لحلو
الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي مؤسسة عمومية. وهي من المؤسسات التي تجمع من أضخم عدد من المعطيات الحساسة عن جميع الأجراء في المغرب، المصرح بهم.
تم اختراق قاعدة بياناتها ووضعت المعطيات الخاصة بالمغاربة في مواقع وقنوات عامة. إلى حين كتابة هذا المقال، لا تزال المعطيات متوفرة للعموم.
ماذا تشمل هذه البيانات المسرّبة؟
من ضمن المعلومات المسربة، أسماء الشركات المغربية مع مقراتها الإجتماعيةوعناوين بريدها الالكتروني أو بريد المحاسب وعناوين الحسابات البنكية لتلك الشركات وأسماء المسييرين وهل هي متوقفة أم لا…
أما عن الأجراء فكذلك هناك معطيات مماثلة تضاف عليها أجورهم التي تم التصريح بها وقد عثر على بعض الأجراء تصل أجرتهم أكثر من 100 مليون، في الشهر وليس في السنة.
وكذلك سرّبت التصريحات الشهرية للأجراء.
ما هي مخاطر هذه القرصنة اليوم وفي الواقع؟
هناك مخاطر عدة منها على سبيل المثال:
– الابتزاز، سواء تجاه الأشخاص أو الشركات
– استعمال المعطيات لسرقة المعلومات phishing
– التجسس الصناعي من طرف دول وشركات عالمية منافسة. فمعرفة عدد الأجراء في شركة ما يعطيك رياضيا تقريب لقيمة مبيعاتها السنوية. Espionnage industriel.
– بيع المعلومات في الشبكة.
– انهيار الثقة وإحجام فئة كبيرة من الشركات والأجراء عن التعامل مع الصندوق والمؤسسات العمومية بشكل أعم.
– متابعات قضائية محلية ودولية على الصندوق والحكومة بسبب ضياع المعلومات.
ما هي تداعيات هذه القرصنة؟
– هذا الاختراق الخطير من شأنه أن يوقف موجة الرقمنة التي تسير فيها المؤسسات العمومية ويرجّح ابتداء من اليوم أن تزداد مخاوف الأطراف التي تتعامل مع المؤسسات العمومية.
– مسألة الدرهم الإلكتروني المرتبطة بجعل مال الناس كله في محافظ رقمية من شأنها أن تواجه تساؤلات وربما توقف لانهيار الثقة في قدرة مؤسسات عديدة في حماية معطيات بسيطة ومن باب أولى المال الذي إن ذهب بقرصنة للخارج فلا رجعة في الأمر.
– قد تعرف التعاملات الورقية والنقدية وغير الرقمية انتعاشاً جديداً بسبب المخاوف الناتجة عن هذه القرصنة.
– مزيد من التوتر في العلاقات مع الجارة الجزائرية أو ربما جلوس للطاولة من أجل التسوية العامة للعلاقة.
– انتعاش قيمة وأعمال شركات الأمن الرقمي
وهنا ضروري من التذكير بحكم التجسس في الإسلام وإن سارع البعض في التجسس: “ولا تجسسوا“.
هذا الموضوع امتداد لموضوع الذكاء الاقتصادي الذي عالجته في كتابي الأول، خصوصاً في باب Intelligence économique defensive.