وسط حضور وازن.. المغرب يودع مناضلًا يهوديًا نذر حياته دفاعًا عن فلسطين

09 نوفمبر 2025 19:12
جنازة المناضل المغربي سيون أسيدون بالمقبرة اليهودية في الدار البيضاء

هوية بريس – متابعات

شهدت مدينة الدار البيضاء، اليوم الأحد، جنازة المناضل المغربي سيون أسيدون، أحد أبرز الأصوات المناهضة للصهيونية والمدافعة عن القضية الفلسطينية في المغرب، بحضور حشد كبير من مختلف التوجهات الحقوقية والسياسية والنقابية.


وأقيمت مراسم التشييع بالمقبرة اليهودية في الحي المحمدي، حيث وُري جثمان الراحل الثرى وفق طقوس الديانة اليهودية، وسط أجواء مؤثرة غلبت عليها رمزية الوفاء لفكره ومواقفه الراسخة من القضية الفلسطينية.

رموز فلسطين حاضرة في وداع المناضل

تميّزت الجنازة بحضور الأعلام الفلسطينية والكوفيات التي حملها المشاركون، في تعبير عن الارتباط العميق بين مسار الراحل ومواقفه المناصرة للشعب الفلسطيني ورفضه الصارم للتطبيع مع الكيان الصهيوني، الذي وصفه طيلة مسيرته بأنه “كيان استعماري غاصب يرتكب جرائم حرب وإبادة”.

وردد المشيعون شعارات تستحضر مواقف أسيدون مناهضة الصهيونية، مؤكدين أنه “رحل جسدًا لكنه ترك وصيته في الاستمرار على نهج المقاومة المدنية ومناهضة التطبيع”.

حضور سياسي وحقوقي وطني

عرفت الجنازة حضور عدد من الشخصيات البارزة، إلى جانب فاعلين في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، التي أصدرت بيانًا نعت فيه الراحل قائلة:

“سنظل أوفياء لرسالتِكَ الخالدة من أجل فلسطين ومناهضة الصهيونية، كما كُنتَ حاضرًا دائمًا في الصفوف الأمامية لوقفاتنا”.

أسباب الوفاة وفق التحقيق الطبي

وفي سياق متصل، أعلن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء أن وفاة سيون أسيدون ناتجة عن مضاعفات تعفنية لإصابة عرضية في الرأس، إثر سقوط عرضي أثناء قيامه بتشذيب حديقته.

وأوضح البلاغ الرسمي أن لجنة طبية ثلاثية مختصة في الطب الشرعي توصلت إلى أن الوفاة نجمت عن نزيف في سحايا المخ ورضوض دماغية مصحوبة بكسر في الجمجمة، مشيرة إلى أن هذه النتائج “تعضد الفرضية العرضية” التي خلصت إليها الأبحاث الأولية.

إرث نضالي باقٍ

سيون أسيدون، الذي وُلد سنة 1948، العام الذي شهد قيام الكيان الصهيوني، ظلّ يعتبر أن “أعظم أمنية في حياته أن يرى نهاية الاحتلال الصهيوني قبل مغادرة الدنيا”.

وقد كرس حياته للنضال من أجل فلسطين، وجعل من مناهضة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني قضية وجودية تتجاوز الانتماء الديني أو العرقي.

رحل أسيدون، لكنّ مسيرته تبقى حاضرة في وجدان المغاربة الذين رأوا فيه نموذجًا للمناضل الحرّ الذي لم تمنعه يهوديته من الوقوف في وجه الصهيونية وبذل الغالي والنفيس في سبيل فضح جرائمها المروعة بحق إخوننا في فلسطين.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة