تصحيح مفهوم.. قولهم: فلان لا يحب الأضواء! لا يريد الشهرة والظهور!
هوية بريس – الشيخ موسى الدخيلة
من العبارات الشائعة في سياق المدح والثناء قولهم: فلان لا يحب الأضواء!’ لا يريد الشهرة والظهور!’ لايحبّ ان يُعرف..الخ
اعلموا ان هذه الأشياء إما ان تكون مقصودةً لذاتها أو ألاّ تكون مقصودةً أصلاً.
فإن كانت مقصودةً للداعي إلى الله تعالى فهي قادحة فيه ومبطلة للثواب والأجر؛ فيذمّ كلّ مَن اتصف بها، وهي أمر قلبيّ لا يمكن الاطلاع عليه إلا إذا صرّح صاحبُه به، أو بقرائن قوية تحصّل اليقين.
وإن كانت غيرَ مرادة، لكنها لازمة للداعي والمعلّم والناصح -حيث لا يمكن التلبّس بالدعوة إلا بها- فهي مطلوبة منه شرعًا بالتبع على سبيل الوجوب أو الندب على الأقلّ، -على حسب الحال والمقام- مع مجاهدة النفس في تحصيل الإخلاص لله تعالى..
فمن الخطإ ان تقال تلكم العبارات في سياق مدح داع الى الله؛ لأنها توهم العوامّ ان غيره يحب الظهور..
ولأنها قد تكون ذماً في الحقيقة، إذا ترك بسببها الداعي ما يجب عليه من الدعوة .
وقد يمدح من يظهر ليزاحم أهلَ الباطل وينشر الدعوة ويبثها في الناس..، مع مجاهدة النفس في تحقيق الصدق والإخلاص..
ولو كان ترك الظهور مطلوباً لذاته لما نشر احد من اهل العلم علماً، لا كتاباً ولا خطبةً ولا درساً…
وقد يكون بعضٌ متأوّلاً فيلتمس له العذر لتأوّله.
وللإشارة هناك بعضٌ لم يظهروا لأنهم لم يستطيعوا فقط -أعني لم يكتسبوا الجرأة على الظهور-، ولو استطاعوا لظهروا؟!
وهناك من يكسب جرأةً كبيرةً على الظهور وليْتهم ما ظهروا؛ إذ أفسدوا أكثر مما أصلحوا -إن أصلحوا !-.