تصريح ماكرون في البرلمان المغربي.. “التوحيد والإصلاح” تدخل على الخط
هوية بريس- متابعة
قالت حركة التوحيد والاصلاح، في تصريح حول زيارة ماكرون، إن “الأسبوع الجاري سجل لحظة فارقة في تاريخ العلاقات المغربية-الفرنسية؛ وذلك إثر زيارة الرئيس الفرنسي للمملكة؛ وهو بلا شك ما شكّل طفرة نوعية في التعاون بين البلدين”.
وأضافت الحركة: “و لعل أبرز ما جاءت به هذه الزّيارة هو تأكيد تحوّل الموقف الفرنسي من موقف الشك والتّردّد إلى التّصريح الرّسمي الواضح والمعلن الدّاعم لمغربية الصحراء؛ الذي يعزز موقف المغرب وسيادته على كامل أراضيه، ويعمق من تهافت أطروحة الانفصال”.
وزادت في تصريحها: “هذا الموقف الفرنسي -بلا شك- استقبله المغاربة ملكا وشعبا بترحيب واعتزاز وتنويه بصوابيته وبمطابقته للحقائق التاريخية والقانونية والواقعية لمغربية الصحراء، وفيه أيضا دلالة على نجاح دبلوماسي مغربي يستحق الإشادة والتثمين. ثمّ إنّه موقف ينضاف إلى التأييد الواسع الذي يحظى به الموقف المغربي في المنتظم الدولي، ويحفّز على مزيد من الجهد من أجل إنهاء هذا النزاع بشكل نهائي؛ من خلال مزيد من تفعيل الدّور الدبلوماسي وتعزيز تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة وتعميق قيم الوحدة والتلاحم الوطنية القائمة على الثوابت الجامعة للمغاربة المنصوص عليها دستوريا. كما يؤكّد أهمّية تعزيز التشاركية واعتماد مقاربة متعددة المداخل سياسية واجتماعية ومدنية وثقافية”.
واستدركت “التوحيد والإصلاح”: “غير أن تصريحات ماكرون في البرلمان المغربي حول القضية الفلسطينية كانت في غاية الخطورة وجدّ مستفزة للمغاربة؛ بتهجّمه على المقاومة الفلسطينية ووصفها ب “البربرية”، وهو تزييف مكشوف لحقائق التّاريخ وتبييض وشرعنة لجرائم الاحتلال الصهيوني المدانة من طرف أحرار العالم ومن طرف المحكمة الجنائية الدولية؛ والتي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في حقّ من اغتصب أراضيهم وانتهك كلّ حقوقهم من أصحاب الحقّ الشّرعي في غزة والقدس والضّفة ولبنان”.
و”تزيد خطورة هذا التصري، تقول ذات الهيئة، مع استمرار العدوان الصهيوني -البربري بحقٍّ- على الشعبين الفلسطيني واللبناني؛ الذي خلّف لحد السّاعة قرابة 50 ألف شهيد؛ جلّهم من المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، مع تدمير شامل للبيوت والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس بما فيها المراكز الخاضعة لإدارة هيئات الأمم المتّحدة. كما تتجلى خطورة هذا التّصريح في مزيد من فضح العجز الدولي والأممي؛ بل التواطؤ المفضوح الذي يرقى إلى مستوى “المشاركة” لعدد من الدول الكبرى في ارتكاب جرائم الإبادة والتطهير العرقي ضد الفلسطينيين”.
وأردف تصريح الحركة أنه “يبقى ما جعل تصريح ماكرون مستفزا أكثر لوجدان المغاربة؛ هو كونه صدر في مؤسسة تشريعية يُفترض أنها تمثل المغاربة الذين ما فتئوا يعلنون بمرفوع أصواتهم عبر مسيراتهم الشعبية المليونية ووقفاتهم اليومية الصّامدة التي يعبّرون فيها صراحة وبكل وضوح عن دعمهم الدّائم واللاّ مشروط للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني”.
وقالت “الحركة”: “لأجل كلّ ذلك فإنّ خطاب ماكرون في البرلمان المغربي يستحق الاستنكار الصّريح والرفض القاطع والإدانة المطلقة؛ ودعوةَ كلّ الفرق البرلمانية التي لم تعبّر بعد عن موقفها؛ إلى الالتحاق بركب البرلمانيين والبرلمانيات الشّرفاء والمجموعات والفُرق البرلمانية الأصيلة التي عبّرت عن الموقف الدّائم للمغاربة؛ والذي لم يتغيّر عبر تاريخهم المشرف المساند للقضية الفلسطينية”.