رسائل بالنار والبيانات.. ماذا يحدث بين السعودية والإمارات في اليمن؟

30 ديسمبر 2025 20:07
السعودية والإمارات، محمد بن زايد، محمد بن سلمان

هوية بريس – متابعات

يشهد اليمن تطورًا خطيرًا في مسار أزمته الممتدة منذ أكثر من عقد، بعدما أعلن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، حالة الطوارئ في البلاد وإلغاء الاتفاق الأمني مع الإمارات العربية المتحدة، على خلفية سيطرة قوات انفصالية مدعومة من أبوظبي، بحسب السلطات اليمنية، على مساحات واسعة في جنوب البلاد المتاخم للحدود السعودية.


قرارات استثنائية وتحذير من المساس بالأمن

وفي بيان رسمي، أعلن مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، وفرض حالة طوارئ لمدة 90 يومًا قابلة للتمديد، إلى جانب إغلاق جوي وبحري وبري مؤقت للموانئ والمنافذ. كما منح مهلة 24 ساعة لما وصفه بـ“القوات الإماراتية ومنسوبيها” لمغادرة الأراضي اليمنية، في خطوة لقيت دعمًا صريحًا من المملكة العربية السعودية.

وأكد العليمي أن ما جرى يمثل، وفق تعبيره، “تقويضًا مباشرًا لسلطة الدولة”، متهمًا أبوظبي بالضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ تصعيد عسكري يهدد وحدة البلاد ويضع الأمن الوطني السعودي أمام تحديات مباشرة.

حضرموت والمهرة… قلب التوتر الجديد

وجاءت هذه التطورات عقب هجوم خاطف شنّه المجلس الانتقالي الجنوبي مطلع دجنبر الجاري، مكّنه من بسط سيطرته على مناطق واسعة في محافظتي حضرموت والمهرة، ذات الأهمية الاستراتيجية والقريبة من الحدود السعودية والعُمانية.

واعتبرت الرياض أن هذه التحركات تمثل “تهديدًا للأمن الوطني”، في أقوى لهجة توجهها للمرة الأولى تقريبًا ضد حليفتها الإمارات منذ انطلاق التحالف العسكري في اليمن.

غارة في المكلا ورسائل متبادلة

في خضم هذا التصعيد، شنّ التحالف الذي تقوده السعودية غارة جوية محدودة على ميناء المكلا، استهدفت ما وصفه بـ“دعم عسكري خارجي” للانفصاليين.

وأوضح المتحدث باسم التحالف، اللواء تركي المالكي، أن سفنًا قادمة من ميناء الفجيرة دخلت المكلا دون تصاريح رسمية، وقامت بتفريغ أسلحة وعربات قتالية، مع تعطيل أنظمة التتبع، وهو ما نفته الإمارات بشكل قاطع.

من جانبها، عبّرت أبوظبي عن “خيبة أملها” من الموقف السعودي، داعية إلى معالجة التطورات “بمسؤولية” وتفادي التصعيد، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تحول الخلاف السياسي إلى مواجهة مفتوحة.

من تحالف ضد الحوثيين إلى صراع داخل المعسكر الواحد

ومنذ تدخل التحالف العربي عام 2015 لمحاربة الحوثيين المدعومين من إيران، شكّلت السعودية والإمارات ركيزتين أساسيتين في الجبهة المناهضة للجماعة.

غير أن التباينات بدأت تطفو إلى السطح منذ 2019، عندما شرعت الإمارات في تقليص وجودها العسكري، مع الإبقاء على دعمها لقوى محلية جنوبية، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي.

ومع سيطرة الحوثيين على شمال البلاد، بما في ذلك صنعاء، بات الجنوب مسرحًا لصراع نفوذ داخل المعسكر المناهض لهم، حيث يسعى المجلس الانتقالي إلى إعادة إحياء مشروع دولة جنوب اليمن السابقة، التي كانت قائمة بين 1967 و1990.

مخاوف إقليمية ودعوات للتهدئة

في ظل هذا التصعيد، دعت الولايات المتحدة إلى ضبط النفس ومواصلة الجهود الدبلوماسية، مؤكدة حرصها على علاقاتها مع كل من الرياض وأبوظبي.

ويحذر مراقبون من أن انزلاق التوتر إلى مواجهة شاملة سيعمّق مأساة اليمن، الذي يعيش إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ اندلاع الحرب سنة 2014.

وبينما تتكدس القوات وتتصاعد اللهجة السياسية، يبقى مستقبل اليمن معلقًا بين مسارات الحوار ومخاطر الانقسام، في لحظة إقليمية شديدة الحساسية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
13°
18°
الأربعاء
20°
الخميس
20°
الجمعة
17°
السبت

كاريكاتير

حديث الصورة