تطفيف المحتفين بالفصيل الشيعي المدلس الغادر..
هوية بريس – محمد بوقنطار
الإخوة الذين رفعوا شعار الأخوة في الدين بين السنة والشيعة درءا للفتنة وتكريسا للوحدة لا للفرقة، والأمة اليوم، بل غزة اليوم تواجه مصيرها المؤلم القاسي ليس على كنفتيها أحد يدفع، ولا قريب يرفع، ولا بعيد ينفع، ولا غريب يشفع، لا شك ولا ريب أنهم واهمون ساذجون مغفلون في تعاطيهم مع موضوع الشيعة بهذا الفيض من غيض نيتهم التي ترى في بياض، وتمشي مغمضة العينين مطمئنة الاستشراف في حقل يشهد تاريخ الأمة أن أرضه كانت كلها ألغاما قد انفجر منها الكثير تحت أقدام السلف، ولا يزال اللغم القاتل في غدر يعطل سير خطى الخلف، فلربما غرتهم القعقعات الخطابية الحائفة، والفرقعات الوعيدية التهديدية الزائفة، ونال من وجدانهم شعار الشيعة الخالد: “الموت لـ… الموت لـ…” ودلست على نواصيهم تلك الصواريخ التي سافرت إلى ثغور العدو سفرا موجبا للجمع والقصر، ولم نستطع الوقوف لها على عد وإحصاء ضحايا من الصائل الظالم الغاشم، يرد البصر ويشفي صدور قوم مؤمنين، وهي ليس هي براميل الحشوات المتفجرة التي أسقطها الفصيل الشيعي الحاقد على رؤوس العزل من الشعب السوري السني المكلوم، فأهلكت منه الزرع والضرع، وقتلت الإنسان والحيوان، وأثكلت الحرائر، ونسفت المآثر، ودمرت كل شيء بأمر أربابها هنالك في حوزات ملالي طهران المارقة…
إن ذاكرة هؤلاء السذج الأخيار، صارت كذاكرة العوام نصاب استهلاكها ثلاثة أيام، بل لو اعتمدنا منطقها، وأسسنا على قواعد انطلاقها، واستعرنا منهج تعاطيها الذي تبنته فأقامت سرادق التأبين لسفاح قاتل غادر، وتلقت العزاء بالنيابة والوكالة غير المفوضة هنا وهناك وهنالك، وأقامت المسيرات تتقدمها صورة هذا النافق الكذاب الأشر، قد كتب تحت ذقن لحيته الخادعة بخط عريض عبارة “شهيد الأمة وقائد مقاومتها”، وفي الوقت نفسه كانت الحلوى توزع في شوارع دمشق وبين أطلال وبقايا مدنها التي عبثت بها يد النصيرية الحاقدة، وكف الرافضة الكائدة، فرحا واستبشارا وشماتة من الشعب السوري الأبي في ثلة الهالكين من عصابة حزب اللات والعزى…
قلت لو اعتمدنا هذا المنطق والمنهج المهزوز المريض لكان اعتبار “هتلر” على اليقين والتسليم وليا من أولياء الله الصالحين، وشهيدا من الشهداء والصديقين، وقد علمنا من كراسات التاريخ ما فعله برقاب وأعناق وأسواق جماعة اليهود زمن حكمه النازي!!!
إن تحييد المعطى العقدي، والتنازل عن حق الصحبة والعرض النبوي، المطعون فيهما، وعدم إقامة الوزن لاتهام وتجريح عدالة الناقلين للوحي، ومن ثم الطعن في المنقول نفسه، هو تحييد وتنازل له مقتضياته ولوازمه وثمنه، من حياة الأمة، وقوتها الخائرة، وتمكينها المفقود، ومستقبلها الواهن، وإعدادها الغائب الذي جعل أمة الصليب والناقوس وموقد نار المجوس تتداعى على قصعتنا ونحن الكثر ولكننا غثاء كغثاء السيل، وإن من يتنازل عن حق النبي وعرضه، والصحبة وشرفها، والوحي وقدسيته، لابد أن يأتي عليه زمان يذهب هو وركزه ومذهبه… جفاء.
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.